جاد الشعب الأردني بدماء أبنائه مدرارة على أسوار القدس وعلى ثرى فلسطين المحتلة، تلبية لنداء شعب فلسطين الشقيق الأبدي في الدين والعروبة، الذي تصدى وما يزال - ونحن عضده وسنده - ببسالة أسطورية للغزوة الصهيونية الاستيطانية التوسعية.

وشعب الأردن، الذي جاد - وما يزال - على مر الزمان بقوافل الشهداء، واجبا دينيا وقوميا لا منّـــة، من اجل الصامدين المرابطين في القدس وفلسطين، يجود بالمال لصندوق دعم الطلبة من المهجرين الفلسطينيين والمغتربين الذي بادرت الجامعة الأردنية بتأسيسه من اجل دعم الطلبة الذين تقطعت بهم السبل ويعجزون عن دفع أقساطهم الجامعية.

إن تعزيز صمود الأهل وثباتهم في القدس وفلسطين واحد من أكثر الواجبات والمهمات وضوحا أمام بصيرة الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الأردنية الذي يسبق فعله قوله والذي بادر إلى إنشاء هذا الصندوق ترسّما لخطى القيادات الهاشمية بدءا من شريف العرب وملكهم الحسين بن علي طيب الله ثراه الذي بدأ في اعمار المسجد الأقصى، مرورا بالملك الشهيد المؤسس عبد الله الأول والملك طلال بن عبد الله رحمه الله والملك الحسين بن طلال تغمده الله برحمته، وصولا إلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، أدام الله عزه وملكه، الذي يقف في طليعة زعماء العالمين العربي والإسلامي دفاعا عن القدس وفلسطين في كل مكان.

وعلى طريق دعم الصمود والثبات وقياما بواجباته القومية والوطنية، أنشأت الجامعة الأردنية عام 2009 "مركز دراسات القدس" وطرحت مادة بعنوان "القدس" لتثبيت القدس وفلسطين في وجدان الطلبة والأجيال القادمة ويرتاد الطلبة مادة "القدس" على مدرج "القدس" الذي هو من اكبر مدرجات الجامعة الأردنية، لتظل القدس وفلسطين حاضرتين بيننا، تسريان في شرايين العملية التعليمية والعلمية.

إن التبرع ودعم وتمكين "صندوق دعم الطلبة الفلسطينيين والمغتربين" من أداء واجباته ومهامه هو واجب ديني وقومي ووطني وأخلاقي وهو فرض عين على كل عربي موسر ومقتدر وهو عمل كفاحي يمكن أهلنا في القدس وفلسطين من الصمود والثبات والمرابطة لحراسة المسجد الأقصى وحمايته كما يفعل أشقاؤنا شعب فلسطين اليوم.

بوركت الجامعة الأردنية، ممثلة يرئيسها الديناميكي المنتج، التي تجترح هكذا مبادرة وتقوم بواجبات خلاقة وتقود عملا كفاحيا وطنيا بارزا وتطبق الشعارات التي تحولها إلى إجراءات وأفعال وحقائق مادية ملموسة.

بوركت مبادرتك يا اخليف الطراونة التي تمكننا من المساهمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وتحقق لنا رضى الذي يسخر ماله لخدمة ربه ودينه ومقدساته.