(2015 ) تخطو بخطوات كبيرة الى حين وصولها لاشهرها الاخيره ,لكنها ألحقت البؤس و الحزن العميق للاعلام العربي, فقطع هذا العام جسراً من الألم و الفقدان و الشوق من أبناء و اخوان ووالدين أو حتى أصدقاء, لأشخاص ذهبوا قبل فوات الأوان و تركوا بصمة ليس فقط في قلوب أولئك الأحباء,بل في الاعلام الاردني و العربي ,في الشوارع و الطرقات المحلية والعربية , فبمجرد اضطلاعك على مواقع التواصل الاجتماعي لا تخلو رؤيتك لأخبار تتعلق بابتلاء اعلاميين بأمراض مستعصية ضئيلة الأمل بالشفاء ,أم تقرأ عبارة: في ذمة الله ,فما الذي أصاب الاعلام العربي في هذا العام؟
ابتدأنا بالاعلامي الاردني مازن دياب و جريمة القتل البشعه التي حصلت في صدر بيته بعمر يناهز 31 عاما بعد صراع طويل مع السرطان ,لكن للأسف,فور شفائه بفترة لم يكتب الله له عمر بالبقاء, نصل الى وفاة الاعلامي الشاب بشار سكريه بحادث سير مروع على طريق البحر الميت , والذي كثُر ظهوره على قناة رؤيا في الكثير من البرامج , الى وفاة الاعلامي الكبير نايف المعاني عن عمر يناهز 61 عاما اثر نوبة قلبية اخذت بروحه الى السماء ,والذي خلّف ورائه لمسات انتماء للوطن و الاخلاص له بكل الظروف و الاحوال ,رحمكم الله ايها الاردنيين و تغمدكم بواسع رحمته.
لم ينجو الاعلام العربي أيضا من لعنة 2015, ابتداءاً بالاعلامي الفلسطين عيسى ابو العز اثر اجراء عملية قلب مفتوح, الى الاعلامي السعودي سعود الدوسري" 46 عاما " اثر جلطة قلبية أدت الى وفاته وحيدا في شقته بعيداُ عن عائلته و محبيه في بلاد الغربة, نهاية الى اصابة الاعلامية الجريئة التابعة لقناة العربية ريما مكتبي بمرض السرطان و وضعها تحت المعالجة و الاشراف,فلا عسانا القول الا أنه من صنع ربي.
ولم يشمل الموت الاعلاميين فقط بل وصل الى الفنانين من كافة اقطار الدول العربية, كوفاة الممثل السوري حسن دكاك, وفيق الزعيم, اللبناني الشاب عصام البريدي وصولاً الى اليوم و تلقينا خبر وفاة الفنان الكبير نور الشريف اثر صراع طويل مع المرض, فما الذي يحدث؟هل هي لعنة الدنيا أم اختبار من الله؟ هل أصبح الاعلام نبعاً للنحس و الفال السيء و الاعلاميين هم من يشربون من ذلك النبع؟ لا أدري و لكنني أعلم شيئاً واحدا فقط , مهما كانت المصيبة كبيرة و عظيمة فان الله أكبر و أعظم , فلنطلب الرحمة لهم و لجميع من افتقدنا وجوده بجانبنا, و لنروي عطشنا بالدعاء له تحت التراب و قراءة الفاتحة على روحه, فهذا حال الدنيا,لا يخلّف الانسان وراءه الا الصيت و الفعل و الكلمة الطيبة والتي بدورها تبقى كرصيد له في قلوبنا و ارواحنا.