مؤسسة ولي العهد .. الأهمية والأدوار
صدام حسين الخوالدة
11-08-2015 03:05 PM
تبرز اهمية ولادة مؤسسة ولي العهد في هذا الوقت بالذات في ظل حالة عدم التوازن وتشابك الادوار فضلا عن التراجع الذي بات مشاهدا في عمل كثير من المؤسسات والهيئات الوطنية الشبابية والتي تتصدى للعمل العام والشبابي والتطوعي علاوة على حالة الارباك وعدم التنظيم في العمل الخيري على مستوى المملكة في الآونة الأخيرة، ومن هنا تأتي اهمية ولادة هذه المؤسسة التي مرت بمراحلها الدستورية بإقرار قانونها من مجلس الامة وصدور الارادة الملكية السامية بالمصادقة عليها مؤخرا.
اما عن اهمية ولادة مؤسسة ولي العهد، فتأتي في تقديم نموذج مؤسسي ناجح يعمل ويحقق الانتشار على مساحة الوطن ومجتمعاته المحلية وفي المجالات كافة التي سأتطرق لذكرها لاحقا ومحاولة البناء على الايجابيات وتجاوز السلبيات التي شابت عمل بعض المؤسسات القائمة وتقييم تلك التجربة.
كقيادة شبابية اردنية وكمتابع انظر انا وشباب الوطن بعين الاهتمام لولادة مؤسسة ولي العهد والتي نرجو ان تكون مظلة جديدة للعمل الشبابي والتطوعي والعمل العام والخيري برعاية كريمة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي قدم نموذجا يفخر به الشباب الاردني والعربي وبات محط انظار العالم لا سيما بعد ترؤسه اجتماع مجلس الامن في نيسان الماضي ووجوده على رأس هذه المؤسسة رسالة كبيرة ومهمة تجاه جيل من الناشطين في مجال العمل الشبابي والعمل العام في المملكة استمرارا على نهج جلالة الملك عبدالله الثاني والذي نراه يفرد للشباب الاردني المساحة الكبيرة للحديث عنهم اينما ذهب في خطاباته وهو يجول دول العلم ويراهن على وعي وعزيمة وثقافة الشباب الاردني في بناء وطنهم وانتمائهم لقضاياهم الوطنية والعربية والاسلامية.
وبالنظر الى قانون مؤسسة ولي العهد، فانه يشتمل على ادوار ومسؤوليات مهمة ومبدعة في الافكار وبالطبع المسؤولية ستكون كبيرة على من سيقومون على ترجمة تلك الرؤى والافكار على ارض الواقع، وبالتأكيد نحن جميعا وكل من له تجربة في تلك المجالات مسؤوليتنا في انجاح هذه المؤسسة لتكون مظلة للجميع، وبالعودة الى قانونها فان ابرز ما حمله هو:- المساهمة في التنمية الشاملة في مختلف محافظات المملكة بمافي ذلك تقديم الدعم المباشرللمجتمعات المحلية والمساهمة في اقامة المشاريع والانشطةالعلمية والثقافية والرياضية والتعليمية والاجتماعية والمهنية والصحية والريادية وغيرها بهدف تنمية مواهب الشباب وتحسين مستوى معيشتهم، بالإضافة الى التشبيك والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المنتشرة على رقعة الوطن من جمعيات ومراكز ومنتديات واندية يقوم بعضها بدور جيد يمكن البناء عليه ويعاني بعضها الاخر من اختلالات ادارية وتنظيم في العمل ونقص في الدعم في بناء المشاريع التنموية لتلبية احتياجات الشباب والمجتمعات فيها، ومن هنا فان الفرصة مواتية لمؤسسة ولي العهد لأخذ زمام المبادرة في قيادة مؤسسات المجتمع المدني القائمة ودعمها والبناء على اسهاماتها في خدمة تلك المجتمعات.
خلاصة القول، ان أبناء العمل العام والقيادات الشبابية في الوطن ينتظرون مباشرة عمل مؤسسة ولي العهد رغبة من الجميع في تقديم نموذج متميز ومبدع يضمن اشراك اكبر قدر ممكن من شباب الوطن في خدمة وطنهم وتحقيق التنمية الشاملة واحتواء الافكار المبدعة والخلاقة واعطاء القيادات الشبابية واصحاب المبادرات الدور الحقيقي في المساهمة الحقيقية في خدمة المجتمعات المحلية، وبالتأكيد فان الفرصة كبيرة امامنا جميعا فهناك العديد من الشباب المتميز والمبدع والمبادر والذين ينتظرون من اي مؤسسة وطنية تتبنى ابداعهم وتحفز نشاطهم وانجازاتهم القائمة والتي تنتظر المظلة او الجهة الرسمية للأخذ بأيدي هؤلاء الشباب والناشطين الاجتماعيين وبخاصة في مجالات عمل المؤسسة المنصوص عليها في قانونها.
في الاسابيع القليلة الماضية ومن خلال لقاءاتي بالكثير من الناشطين الشباب واصحاب المبادرات، فان حالة الانتظار بشغف تلف الجميع تجاه بدء عمل مؤسسة ولي العهد على الساحة الوطنية والاندفاع نحوها لتكون فعلا كما اريد لها مظلة يشعر شباب الوطن والناشطون في العمل العام انها تمثلهم وتحتوي وجودهم وتحترم افكارهم وتمكنهم من الاسهام في خدمة وطنهم ومجتمعاتهم المحلية والبناء على اسهامات كافة مؤسسات الدولة الاخرى، والله نسأل ان يكتب التوفيق للجميع.
"الراي"
Sad_damesr83@yahoo.com