في كثير من بيئاتنا العربية التقليدية يحتل كبار السن مكانة رفيعة بين عائلاتهم وداخل مجتمعاتهم المحلية...وتفرق المجتمعات بين كبار السن والزعماء او القادة باستخدام مفهوم "الشايب" او "الختيار" او "الشيبة" او "العود" للرجال ... والختيارة او الحجة او العودة للنساء...
في حين يستخدم مصطلح الشيخ للدلالة على المكانة الرفيعة التي يملكها الفرد في سلم التنظيم الاجتماعي القرابي"العشيرة " او " القبيلة" .
الشياب او كبار السن اشخاص تحول الشعر الذي يغطي رؤوسهم وذقونهم الى الابيض واصبح الكثيرون منهم خارج القوى العاملة ودائرة الانتاج لكن ذلك لا يعني انهم لا يقومون بوظائف توجيهية واشرافية وارشادية فهم يملكون خبرات واسعة ومعرفة تفصيلية بالبيئة والحياة والناس.
بعضهم يتفرغ للعبادة واخرون يتولون القيام بادوار اجتماعية يحتاجها المجتمع غالبيتهم يعانون من امراض وعجز الشيخوخة وضعف الحواس والوحدة...ويتعلق الكثير منهم في الماضي فلا يأبهون للتغير ويتخذون منه موقفا معاديا.
شريحة كبار السن تزداد عددا في مجتمعاتنا وتعاني من مشكلات صحية واجتماعية واقتصادية وقد ترك امر العناية بهم لاسرهم وابنائهم دون رقابة او دعم...الكثير من الرجال والنساء الذين افنوا زهرة شبابهم في خدمة اسرهم ومجتمعهم يعانون الامرين ويقودون حياة غير جديرة بالعيش.
الكرامة الانسانية لكبار السن تنتهك على ايدي الابناء ولا يوجد نظام حماية لفئة كانت عنوان استقرار حياتنا النفسية والروحية....من غير المقبول ان يترك الكبار لفيض كرم الابناء والبنات الذين قد لايملكون الموارد للعناية بمشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم التي تتضاعف كلما تقدم بهم العمر....الحاجة لايجاد نظام رعاية للمسنين اولوية هامة لتعليمنا درسا في احترام الكرامة الانسانية ورد الاعتبار للرجال والنساء الذين اورثونا انجازاتهم.