قنبلة موقوتة تحت مخدتي تِك تِك.. تِك.. تِك
كل ليلة أقول: موعدها الآن! كلّ صباح أقول: لم تنفجر .... ها هو رأسي وأنا- مع باقي الأعضاء- أركض للمرآة أتفحص ملامح وجهي، ثم أتنفس الصعداء!
لا أدري لماذا أتنفس الصعداء، لكنه شهيق وزفير يُتعـبني ولا يتعَب.
خلال النهار تنتقل الـ تِك تِك تِك إلى داخل رأسي. تباً لها! اعتقدت أنها تحت مخدتي فقط..
أذهب لأفتش عن مقهى فيه كثير من الحركة والضجيج- لقد قررت اغتيال الـ تك تك..
أحادث النادل بابتسامةٍ مصطنعة أكرهها، وهو يجيب بابتسامة رائعة أحبها..
أتقنت إضافة ٤ سنتيمترات بالضبط لأصنع ابتسامة.
لا أحب تسميتي بـ"كشرة أردنية"، مع أنها جميلة- لكن من سيفهمها؟!
أراقب النهار يمشي بضجة كما اخترتها، وأتساءل إن كان هو أيضاً له تِك تِك!
أكيد له تك تك، فهو سليم معافى كل صباحٍ، كرأسي تماماً! لكن لا أعلم ليْلَه بصراحة!
كلٌ يغني على تِك تك- لقد ذهبت ليلى!
ما زلت في نفس المقهى، ومن طرف النافذة رأيت القطار توّقف ليُنزِل ركاباً، كانوا كلهم مهرولين يميناً.
ما الذي يجعلهم متأكدين من وجهتهم وخطواتهم؟! يتهافتون لقهوة الصباح وقطار آخر بالانتظار.
أنا متأكدة أن لديهم تك تك أيضاً، لكنها تك تك الانضباطية كالساعة!
النادل يسألني لِمَ أبدو مرهقة؟ فقررت أن أقول الحقيقة! أنني لم أنم طوال الليل أسمع الأخبار وأرى قنابل تتهافت على البشر، حتى تسللّت تك تك موقوتة لَعينَة مُجرمة، تحت مخدتي، وداخل رأسي،
تباً لكِ أيتها الـ تِك تِك، سأغتالكِ يوماً ما، قبل نفاذ شهيقي وزفيري!