كان لبوح الخاطر في حياتها مكان ونصيب لم تستطع أن ترجئ ما كان يجول في خاطرها إلى وقت آخر فآثرت البوح على الصمت والشرود ... صمتت قليلا وهي تنظر إلى ما حولها من جمود في كل زاوية وكل ركن حتى أن التأثير وصل إلى ملامح وجهه، لحظتها فقط نظرت وتكلمت وباحت لتقول....أو تعلم يا سيدي ... في السابق كنت أحلم رغم صغر سني وقلة حيلتي بذاك المنصب الذي أكون فيه ذاك الإنسان المميز ... كنت أحلم بجامعة تضم بباحاتها خصلات شعري المتناثر وتحيط بعلمها عنفوان شبابي المتأجج ... ومن ثم حلمت يا عزيزي حلمت بدرجات علمية عالية أكون فيها صاحبة المكان المرموق ... فعملت وثابرت وبحثت ولا أخفيك أنني سقطت أكثر من مرة بيد أناس لا ترحم ... لكنني حاولت وصممت على المضي قدماً ...
وبصراحة أقولها ولا أنكر ... أنهكني بُعد المشوار وطوله .... وسائتني الظروف وقلة الحيلة وأرقني ثبات القدم دون التقدم ولو لخطوة واحدة ... وعندما بدأت بشق طريق النجاح التي حلمت عدت أدراجي من جديد لم أعد أقوى على التقدم ولو لخطوة واحدة ... فلم تعد حنايا الطريق وزوايا المكان تعني الشيء الغريب والجديد لي ... لكنني أدركت يا سيدي أن من مثلي لا يمكن أن يكونوا ذوي بصمة أو حتى وجود.
وتساءلت بينها وبين ذاتها لما هذا .... ولماذا الحلم بات في الحقيقة خيال؟؟؟