ايران والعرب العاربة والمستعربة
د.محمد غزيوات الخوالدة
10-08-2015 03:49 PM
لم اكن في يوم من الأيام اكن وداً لدولة ايران ولم استطيع في يوم من الأيام ان اهضم سياستها ولم تنطلِ عليَّ فكرة ان ايران نصير للمظلومين وللقضية الفلسطينية وكنت ادخل في نقاش حاد وشديد مع المخدوعين بالسياسة الإيرانية اتجاه قضايا امتنا العربية، فايران يحركها عاملان رئيسيان في علاقتها مع العرب المصلحة واطماعها في وطننا العربي ، ويمين قاطع بأن ايران تكن الود والحب لإسرائيل اكثر مما تكنه لامتنا العربية فكيف لإيران ان تناصر ثورات الربيع العربي في ليبا وتونس ومصر والبحرين وتنكر على الشعب السوري الخلاص من حكم الطاغية بشار الأسد , هو موقف محير وغير خاضع للعقل والمنطق اذاً هي البراغماتية السياسية والدينية التي تحكم السياسة الإيرانية.
لقد ناصبت إيران العرب العداء والضغينة قبل وبعد ظهور الإسلام لكن العرب لم يستوعبوا تاريخهم بشكل جيد، خصوصا فيما يتعلق بعلاقتهم مع إيران التي كانت تسمى «بلاد فارس»، والتي أضحت اليوم تشكل تهديدا لوجود امتنا العربية.
وبعد إن كان حلم الإمبراطورية الفارسية وصراعها مع العرب وبالذات دول الخليج العربية قبل سنوات قليلة والشغل الشاغل لهم هي قضية جزر الإمارات العربية المحتلة (أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى) واستماتة الدولة الفارسية في الحصول على وثائق وأدلة تاريخية تعطي لها الحق في احتلالها وفرض سيادتها على هذه الجزر الثلاث، بات الإيرانيون الآن يطمحون لما هو أكبر؛ وهو قضم اربع دول عربية وضمها إلى إمبراطورتيهم.
لم يعد طموح الإيرانيين الجزر الثلاث، أو تصدير ثورتهم إلى الخارج، أو الحصول على مباركة غربية ودعم للمضي في برنامجهم النووي الطموح، ولكن بات همهم الأكبر هو ضم دول: العراق واليمن ولبنان وسوريا إلى إمبراطورتيهم التي تكسرت على يد العرب قبل 1400 عام. في الوقت الذي يتشاحن فيه العرب ويصارع بعضهم البعض، يتقدم السرطان الإيراني بخطى ثابتة ليحجز له مكاناً بين الكبار في العالم.
نعم لقد عقدت ايران اتفاقاً تاريخياً بينها وبين الغرب وانتزعت فيه طهران الكثير مما تريد، سواء استمرار برنامجها النووي في المجال السلمي تحت رقابة الغرب أو إلغاء العقوبات، وهي خطوات ستعطي دفعة لاقتصادها المرهق بعد سنوات صعاب من الحصار، حيث ستعود بقوة إلى سوق النفط، كما ستسعى إلى تحديث حقول الغاز التي عانت كثيراً من التقهقر في ظل الحصار.
وهذا البلد العملاق نفطيا والذي يحتل المركز الرابع في العالم في تصدير الغاز والبترول، ويقدر بنحو 157 مليار برميل، وثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي بحوالي 1193 تريليون قدم مكعب، لن يدع الفرصة الذهبية تفلت من يديه هذه المرة حيث يتوقع أن تزيد صادراته بشكل كبير سواء للنفط أو الغاز، كما سيسعى لإنعاش اقتصاده في ظل تدفق مالي واستثماري أوروبي وأمريكي وصيني متوقع في الفترة المقبلة.
وفي المقابل بدأت أوبك استنفار أعضائها لتفادي تهاوي أسعار النفط عقب عودة الصادرات الإيرانية بكامل طاقتها، ولطرح آليات جديدة للتعامل مع المنتج العملاق الذي سيعود إلى سوق النفط بقوة الفترة المقبلة حيث زادت صادرات ايران من البترول في الأسبوع الماضي فقط 13%.
ولن تقتصر مكاسب إيران على انتعاش مبيعات النفط والغاز ولكن، ستستفيد بشكل مباشر من إلغاء تجميد أصول وأرصدة إيرانية قدرها البنك المركزي الإيراني بنحو 80 مليار دولار، وهو مبلغ كاف لإزالة آثار الحصار الغربي لها طوال الأعوام الماضية. أن الاتفاق الجديد سيمهد الطريق لجذب استثمارات أجنبية هائلة وهو ما تعول عليه طهران كثيراً، حيث ينتظر تدفق الأموال للمساهمة في تطوير مشروعات قائمة أنهكها الحصار أو الدخول في استثمارات جديدة في قطاعات استراتيجية مثل النفط والغاز.
ولعل السؤال الأهم في هذا السياق. كيف استعد العرب لهذا السرطان الجديد الذي سيسحب البساط سياسياً واقتصادياً من تحت أقدامهم؟
من المؤكد أن أحداً لن يجيب من العرب على هذا التساؤل لأنهم مشغولون في صراعات داخلية في سورية والعراق واليمن ومصر وليبيا وغيرها. أن الرسالة واضحة أيها العربان العاربة والمستعربة حيث أن الغرب وفي القلب منه أميركا كعادته يبحث عن مصالحه فقط، فمد يده إلى إيران القوية، وترك العرب الضعفاء إلى مصيرهم من اقتتال وتدمير وتخريب لأوطانهم.
اننا نقف وبكل حزم و قوة مع عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية ونشد على يدها لدحر العدوان الحوثي الإيراني وندعو دول التحالف العربي ألا تترك الفرصة لإيران ان تتوغل في جسد امتنا العربية وان تمرغ انفها في التراب فالفرس لا يفهمون الا لغة القوة وعلى امتنا العربية أن تكون يقظة للمؤامرات التي يحيكونها فهم اهل غدر وغل وحقد وخيانة فقد تمنى سيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنة ان يكون بيننا وبين الفرس واد من نار لاتقاء شرورهم فهو يعرف طبائعهم الموسومة بالغدر والخيانة.. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.