هذا الحجم الهائل من العراقيين الغاضبين في الشارع، لا يمكن استغفاله بإلغاء بعض مناصب الدولة العليا: نواب رئيس الجمهورية، نواب رئيس الوزراء. تخفيف حجم الحراسة الشخصية.. فكل هذا لا علاقة له بالمطالب الأساسية الواضحة وغير القابلة للالتفاف:
- وقف المحاصصة.
- وقف النهب والفساد.
- وقف الحزبيات المذهبية.
- وقف الولاء للخارج.
وخلاصة ذلك: وقف نظام الائتلاف الشيطاني الأميركي – الإيراني، وإعادة العراق إلى العراقيين!!. فانقطاع الكهرباء والماء وخدمات البلديات. واغتصاب مدن العراق على يد الميليشيات (داعش والحشد الشعبي، وعصائب الحق، وأبو الفضل العباس) وتهافت جيش العراق الذي كان «جيش بروسيا العرب».
لا شيء في العراق عراقي سوى هذا الشعب الذي نفض عنه التعصب المذهبي، والعنصري، والديني وخرج إلى الشارع ليحكم على جميع السياسيين، والأحزاب، واشكال الحكم، وهياكله المتآكلة، بأنه يرفض، ويصنع التغيير.
الفساد – وهو آفة العراق الكبرى – هو صناعة أميركية منذ اليوم الأول الذي وصل فيه بريمر ليحكم العراق باسم الاحتلال. فبدون الفساد ماذا يقدم المحتل للجماعات التي اختارت ان تتعاون معه؟!. ولنبدأ بالكهرباء، فقد كانت الهدف الأول للغارات الجوية، فالكهرباء الغائبة أدت إلى العودة لما قبل الصناعة فعلاً:
- فلم يعد هناك ماء للشرب.
- ولم تعد المولدات الضخمة تعمل على ضخ المجاري إلى مناطق تجمعها فتدفقت إلى الأنهار..!!. وانقطعت المشتقات النفطية فلا طاقة لمحطاتها، ولا تتحرك السيارات من الشوارع وكراجات البيوت والدوائر الرسمية.. لا صحيفة، لا اذاعة، لا تلفزيون.
هل نفهم معنى انقطاع الكهرباء ؟.
إن العراقيين، وبعد مرور اثني عشر عاماً على احتلال بغداد، يعيشون حتى الآن:.. دون كهرباء!! رغم أن أرقام موازنات الدولة – لم تتقرر أية ميزانية رغم وجود البرلمانات – تقول إن الدولة «انفقت» مائة وثلاثين مليار دولار على إعادة إعمار الكهرباء.
وقصة الكهرباء تختصر قصة الدولة الجديدة: دولة الاحتلال الأميركي. ودولة المحاصصة وهيمنة إيران على «الأكثرية» وأحزاب «البيت الشيعي». واقامة حكم موالٍ.. للأضداد.
الآن تقول حكومة العبادي: لا نستطيع بناء منظومة طاقة هذا الصيف. بسبب اكثر من بسيط: لأن خزائن الدولة فارغة. ولا تجد أميركا سبباً لتنبيه النظام الذي اقامته بوقف النهب. وكذلك لا تجد الامبراطورية الإيرانية أن عاصمتها بغداد تستحق الكهرباء، وان مال العراقيين يجب أن يبني لعاصمة الامبراطورية أولاً، قبل نهبه من حكم أبنائها.
لا يمكن استغفال شعب العراق الذي خرج إلى الشوارع.. والتغيير قادم.
الرأي