أستاذ للعلوم السياسية في جامعة مشيغين يحاضر في الجمعية الاميركية الاردنية في مشيغين
09-08-2015 03:09 PM
عمون - ديترويت ،مشيغين - وليم سلايطه - على مدى ساعتين متتالتين قدم البروفسور والباحث في معهد الدراسات الاجتماعية في جامعة مشيغين مساء أمس لمحة تاريخية للانظمة السياسية العربيه منذ رحيل المستعمر العثماني بعد انطلاقة الثورة العربية الكبرى مروراً باتفاقية سايكس بيكو وإقامة دولة اسرائيل وبروز حركة الاخوان المسلمين وتداعيات الحرب العربية الإسرائيلية والمتاهات التي دخلت فيها القضية الفلسطينية الى الانقلابات الدمويه التي جاءت بانظمة حكم عربية شمولية وأحزاب وقيادات ساهمت في تخلف المجتمعات العربيه وإعاقة مسيرة التنمية فيها ،وصولا الى ولادة تنظيمات ارهابية من رحم جماعة الاخوان المسلمين مثل القاعدة وداعش وسيطرتهما على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق والتهديد المباشر الذي وجهه تنظيم داعش الإرهابي للنظام السياسي الاردني .
وسرد الدكتور ستاكتون تاريخ حكم الهاشميين منذ انطلاقة الثورة العربية الكبري ضد الخلافة العثمانية وحلم زعيم الثورة ببناء دولة عربية موحدة تنقل العرب من عصور التخلف والانحطاط الى الارتقاء الحضاري وتحقيق حلم الاتحاد العربي ليشمل الجزيرة العربية وبلاد الشام .
وحين تسلم نجلا الملك الحسين بن على مقاليد الحكم في كل من شرق الاْردن والعراق شهدت حقبة حكميهما ارساء لدعائم الديموقراطية واحترام لحقوق الانسان .الا ان دعائم الدولة العراقية بدأت بالتراجع وتزعزعت حين أطاحت الانقلابات العسكرية بالحكم الهاشمي وانتقلت مقاليد الحكم الى الأنظمة الثورية الشمولية أخذت العراق الى ما نشهده في الوقت الحاضر فيها من اعادة لتركيبة حكم طائفية إثنية قد تنتقل عدواها الى دول ومجتمعات عربية اخرى قبل زوال كلي لانظمة الترهيب والقمع بحرب قد تكون عالمية .وعن الوضع الراهن في سوريا قال الدكتور ستاكتون ان حلا قريبا يجري التحظير له يرضى الأطراف المتنازعة ويبقي على الأسد الى حين اجراء انتخاباتها لن يشارك فيها الرئيس السوري .
وعن تهديدات تنظيم داعش الإرهابي الموجه لنظام الحكم قال البروفسور ران ستاكتون ان هناك حقيقة هامة وأساسية لبروز مثل هذه التنظيمات الإرهابية وهي انها لا تولد من فراغ بل تعيش وتتغذى وتنموا وتمتد جذورها عميقاً في المجتمعات المظلمة التي لا تعرف النور وتتغذى جماعاتها على الخوف وغياب الحرية والياس والاحباط الذي تعيشه شعوب هذه المجتمعات المغلقة والاهم من كل ذلك ان مثل هذه التنظيمات الإرهابية تختبىء دائماً وراء عباءة الدين .
وأكد المحاظر ان النظام السياسي الاردني هو نظام قوي وصلب ولا يمكن اختراقه من قبل اي تنظيم ارهابي مضيفاً ان تاريخ الهاشميين لم يتسم بالعنف كغيره من الأنظمة العربيه بل هو نظام متصالح مع نفسه وجميع مكونات شعبه والعالم .اضافة الى ان كافة مواطني الاْردن يجمعون بان لا بديل عن حكم الهاشميين .واستطاع النظام الاردني التعامل بحنكة وذكاء مع مجتمعه المتعدد المتنوع فأقام دولة متماسكة فيها موسسات وقوانين تمنح الأمان والطمانية والعيش الكريم للشعب وأصبح من الصعب زعزعة هذا النظام المتسامح رغم المحاولات العديدة والمتكررة من قبل جيران النظام لتقويض وزعزعة بنية وسلامة الاْردن على مدى السنوات الطويلة الماضيه
وأضاف ان انفتاح المجتمع الاردني وتواصل قيادته مع المجتمعات البشرية وانظمة الحكم المحترمة في العالم منحه رصيدا كبيرا ومميزا من الاحترام والتقدير .وان الشراكات التي أبرمها العاهل الاردني الراحل الحسين ابن طلال مع الولايات المتحده والاسرة الدولية ساهمت في تقوية وتمتين جذور هذا النظام ، ولن تتوانى الولايات المتحدة الاميركية على مساندة ودعم النظام الاردني اذا تعرض للخطر .
وفي ختام المحاضره اجاب البروفسور ستاكتون على أسئلة المشاركين واستفساراتهم .