في الاردن ما يزيد على 59 لواء تتوزع بين المحافظات ويتراوح اعداد السكان فيها بين بضعة آلاف الى عشرات الآلاف في الريف الاردني في حين يتجاوز تعداد السكان مئات الآلاف في بعض ألوية المدن الكبرى...
بالمقابل توجد على طول مساحة البلاد عشرات الاقضية التي يقل تعداد سكانها عن الالوية وتقل اعداد التجمعات السكانية التابعة لها والانشطة الاقتصادية والتنظيمات التي تخدم ساكنيها عما قد نجده في الالوية.
لسنوات كنت اظن ان بلعما التي كانت مركز قضاء قد اصبحت لواء فسكانها في حدود الخمسين الف نسمة وتحيط بها القرى والمزارع ويبعد مركز القضاء نسبيا عن مبنى المحافظة الواقع الى شمالها وبالاتجاه المعاكس لحركة السكان اليومية المتجهة نحو الزرقاء وعمان..
في البلدة الجميلة التي تمتاز بحمرة تربتها وخصب اراضيها التي يريحك النظر الى حقولها في كل فصول العام شوارع جميلة تربطها بالمدن والبلدات المجاورة وفيها ما يقارب الاربعين مدرسة اضافة الى 179 مسجدا جرى بناء معظمها في السنوات الاخيرة.. الامر الذي يجعلها اكثر بلدات الاردن في عدد المساجد بالنسبة لعدد السكان وبمعدل مدرسة لكل ثلاثة مساجد.
فضاء البلدة رحب كصدور اهلها الذين يقبلون على الحياة بتقدير ومتعة لا تفسدها احباطات الواقع ولا تأخر وصول الخدمات او الاحساس بتأخر حصول ابناء القضاء على فرصهم في خدمة البلاد في مواقع متقدمة كغيرهم...
اليوم اسعدني اللقاء بثلة من اعضاء المنتدى الثقافي في البلدة الجميلة للحديث عن مسيرة مجتمعنا الاردني منذ نشأة الدولة وخصوصية العلاقة بين الفرد والدولة والمجتمع عبر اكثر من عشرة عقود من الزمان؛ فالمواطن والدولة والنظام والتشريع عوامل تداخلت لتؤسس لهوية اردنية اكتسبت اعترافاً واحتراماً عالميين بالرغم من تحديات الاصلاح والاقتصاد والحفاظ على الامن والاستقرار في محيط ملتهب....
الحوار الذي شارك فيه عدد من اعضاء المنتدى والحضور تناول جوانب الهوية والتاريخ والهجرة والانتخابات والادارة العامة والفساد والموارد وقوى التغيير والمحافظة وما يمكن ان يقوم به المواطن من اجل الاسراع في احداث التغيير وتحسين نوعية الحياة وتجويد مستوى الخدمات..
بعد لقاء ودي لقرابة ساعتين كنا في ضيافة استاذ العلوم السياسية واحد اهم كوادر وزارة التنمية السياسية في لقاء جمع بين الحوار حول هوية المكان وخصائصه الاجتماعية والديمغرافية والسياسية والسمات التي تميز التركيبة السكانية لقضاء بلعما تحولنا فيها الى مستمعين للحديث الشيق الذي شارك فيه مجموعة من افراد ووجهاء عائلة مضيفنا.. وفيض كرم مضيفنا الذي جعلنا نفقد احساسنا بمرور الزمن..
في بلعما اليوم اسئلة وحديث وهم وحب.. وفيها تاريخ وارواح جميلة تطوف المكان فتزيده ألقا وجمالا.. تحية لاهالي بلعما ولمنتداها ولصديقنا المحب الدكتور علي الخوالدة وكل الذين فتحوا نوافذ قلوبهم وسمحوا لنا بان نطل على حبهم وفكرهم وهمهم.