سوريا .. هل الحل قريب !!!
سميح المعايطة
08-08-2015 08:55 PM
لأول مره منذ اندلاع الازمة السورية نشهد تحركات سياسية نشطة تتحدث عن حل ممكن او مقترح للازمة ، وهي تحركات قد لاتصل الى نهاية سعيدة لكنها تحمل تطورات لم تكن موجودة حتى في مؤتمرات جنيف ولا التحركات السابقة ، ولعل الجديد يتمثل في النقاط التالية :-
١- الانفتاح الخليجي على النظام السوري حتى وان كان متشددا من البعض ، لان الخليج كان الطرف الأكثر تشددا ضد النظام السوري ، ومعظم دول الخليج كانت تعمل بشكل جاد ومثابر لاسقاط النظام بالمال والسلاح ، فخلال الاسبوعين الاخيرين استقبلت المملكة العربية السعودية علي مملوك وهو مسؤول سوري أمني رفيع ، وهي زياره أكدتها الجهات الرسمية السعودية لكنها اعتبرتها نوعا من تعرية النظام السوري امام روسيا ، لكن الجلوس مع مسؤول هام من النظام السوري خطوة سياسية من نوع خاص تكسر حواجز كثيرة .
وقبل ايام كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يزور مسقط ويلتقي نظيره العُماني وهي زيارة تعني الكثير حتى وان كانت لمسقط التي تتبنى سياسة خاصة تجاه كل الملفات ، ولها علاقات قوية مع طهران ، لكن هذه الزيارة جاءت بعد ايام من طرح طهران مبادرة سياسية لحل الازمة السورية ، وبغض النظر عن مضمون المبادرة الا انها تعبر عن رغبة لفتح الأبواب لحل سياسي .
ومسقط فيما يتعلق بالملفات التي تخص طهران عاصمة هامة وهي التي استضافت قبل شهور مرحلة من مراحل مفاوضات الملف الإيراني مع الغرب .
وقبل ذلك كانت الإمارات تعلن عن إرسال وفد الى دمشق لترتيب إعادة فتح القنصلية الاماراتية هناك ، وهي رساله ربما تكون موجهة لبعض اشقاء الإمارات لكنها ايضا تعبر عن تغير في التعامل مع الملف السوري .
٢- ومهم ايضا التغيرات التي طرأت على الموقف التركي والتي غيرت من أولويات الموقف التركي وتخفيف الضغط عن النظام السوري ، وربما شعرت تركيا ان مصلحتها وبخاصه فيما يتعلق بالتهديد الكردي لها وجود حالة سورية مستقرة وليس استمرار الوضع الحالي حتى وان كان لتركيا أدوات داخل الارض السورية من قوى عديدة .
٣ - وإذا عدنا الى ماتم إعلانه من السعودية عبر مصادر مطلعة تحدثت لصحف مقربة جدا من الحكومة السعودية مثل صحيفة الحياة فان الطرح السعودي كان يتضمن موافقة على وقف الدعم السعودي لقوى المعارضة مقابل انسحاب ايران وحزب الله من سوريا وان يكون الملف السوري سوريا خالصا بين السوريين وان تجري انتخابات بإشراف دولي ، وسواء كان هذا الحل ممكنا ام لا فان الحديث عن حل سياسي خطوة مختلفة تماما عن مواقف كانت تعمل لاسقاط النظام السوري ، وقد تكون الأفكار السعودية ارضية لافكار اخرى .
٤- ولعل الجميع تاكدوا ان الأدارة الامريكية الحاليّة لن تذهب الى حل عسكري ، وان المسافة الزمنية التي تفصلنا عن الانتخابات الامريكية لن تحمل جديدا ، وهي شهور طويلة في ظل تنامي نشاط عصابة داعش الارهابية في دول الخليج وحتى تركيا ، وان إعطاء الاولوية لهذا الملف فيه مصلحة مشتركة للجميع ، وبخاصة ان سنوات الازمة السورية اثبتت صعوبة الحسم العسكري وإسقاط النظام بسبب ضعف المعارضة المسلحة ، بل ان سقوط النظام او تقسيم سوريا سيعني سيطرة واستقرار لعصابات داعش واخواتها .
٥- ان المتغيرات لاتعني حبا او قناعه بالنظام السوري بل مراجعة لمسار كان خلال السنوات الماضية لم يصل الى نتيجة ، بل انه عزز نفوذ ايران التي تحكم سوريا اليوم حتى عسكريا ، كما انه عزز نفوذ تنظيمات التطرّف والارهاب ، وبالتالي فان الواقعية السياسية تقتضي الذهاب الى حل سياسي ما ربما لا يظهر في المدى القريب لكنه اصبح جزءا من تفكير دول كانت ترفض الا إسقاط النظام السوري .
٦- وربما علينا ان لاننسى ان حالة العسر السياسي في لبنان حيث لا رئيس للجمهورية ، وتعطل الحكومة وملف التعيينات للمواقع السيادية ، هذا الملف اللبناني لا يمكن فك عسره الا عبر ايران وسوريا ، كما انه ملف يهم السعوديه بشكل كبير ،وربما يكون الذهاب ولو بشكل أولي نحو تسوية في سوريا بوابة لحل الازمة اللبنانية السياسية .
٧- ومثلما كانت دول الخليج بوابة الضغط على النظام السوري من خلال الجغرافيا والمصالح التركية فان الخليج وتركيا سيكونون بوابه الحل السياسي ، وقد ثبت للجميع ان اي حل لايمكن ان يكون دون الحديث مع النظام السوري ، وبالتالي فان المستقبل ايضا لن يخلو من النظام بغض النظر عن شكل وجوده .
وأخيرا فان ماكان الاْردن يتحدث به منذ العام الاول للازمة السورية حول اهمية الحل السياسي وخطورة ان يكون التطرّف بديلا للنظام هو الذي يحفز البعض اليوم على الذهاب خطوات لم تكن تخطر على البال سياسيا ، وتم فتح عواصم لقادة من النظام السوري كانت ترفض فكره بقاء النظام ...لكنها السياسة التي تجعل الدول تخضع للمتغيرات ولمصالحها المتغيرة .