الوطن العربي والعهد الجديد مع إيران
ناجح الصوالحة
08-08-2015 06:11 PM
يحتار العالم العربي بعد اجتياز ماراثون طويل من المفاوضات الغربية بزعامة أمريكا مع أيران وتوقيع الاتفاق التاريخي لايران ووصولها الى قمة الشموخ العالمي برأي البعض والعكس برأي الاخرين في مدى أستيعاب ايران للمرحلة الحالية، ساد صمت عالمي بعد توقيع الاتفاق من قبل اطراف يهمها جدا الاطلاع على ملف المفاوضات وخاصة دول الخليج العربي وغيرها من دول الجوار والاعلان عن تفاصيل الاتفاق ونتائجه لارتباط الاقليم بكامله بهذا الملف والسياسة العالمية برمتها مرتبطة بمخرجات تلك الاتفاقية وما هو السبيل للسير الى الامام بافضل وسائل الاطمئنان على الملفات العالقة في الشرق الاوسط .
يحق للدول العربية وبما تمتاز به من علاقات وثيقة مع الغرب وخاصة امريكا ان يكون لها خط ساخن مرافق لمراحل التفاوض واطلاع الدول العربية والتي ستتأثر بنتائج تلك الاتفاقية اول بأول على نقاط التفاوض ومدى تأثر الاقليم بها، والانتقال تدريجيا من ملف الى أخر بالتنسيق مع جميع الدول المتاثرة بالتخبط الايراني الاخير وتشعب سياستها وتدخلها في دول الاقليم واخذ قرارات مصيرية تؤثر في سياسة تلك الدول، وبرأي هذا النضوج السياسي المطلوب للوصول الى شرق أوسط خال من النزاعات والحروب واعادة الحقوق الى اهلها والاكتفاء بحسن الجوار بين دول الاقليم والذهاب الى مراحل التعاون والتفاهم المبني على الاشتراك في القيم الانسانية ونبذ التشرذم والطائفية والمخابراتية في العلاقات مع دول الاقليم، وعندها سننادى بكل ثقة بطرح مبادرات تعاونية همها رفعة الشعوب ورفاهيتها القائمة على الجانب المضيء والابتعاد عن الحقد والبغض والتربص للأخر وسنرحب بأيران وغيرها ونبادلها انطلاقتها الجديدة في ايجاد صيغ مشتركة للعيش السلمي ورمي الماضي الاسود في مزبلة التاريخ .
يأتي الدور الكبير الان على إيران ومدى قدرتها على وضع النقاط على الحروف والعمل قدر المستطاع من اجل تنقية الاجواء العربية من غبار السنين العجاف والسياسة العقيمة والتي ثبت للجميع فشلها وعقمها وهدرها لموارد جزء هام من العالم في سبيل الانتصار لافكار وسياسات سوداء، على ايران الان وليس غدا ان تصدر للعالم استراتيجتها الخارجية بعد توقيع الاتفاق التاريخي وكيفية تعاملها مع اخطاء الماضي ومعالجتها لتلك الاخطاء وان نصل الى درجة التوافق الاقليمي المبني على الاحترام والتقدير لدول الاقليم وتبادل السياسة السمحة المبنية على عدم التدخل في شؤون الاخرين والابتعاد عن العفن السياسي المبني على الطائفية والمذهبية والاحقاد التاريخية والوصول الى مجتمعات حضارية سادت الحضارة الاسلامية في حقب تاريخية تدرس لغاية الان في معاهد أوروبية وغربية .
نطالب ايران التفرغ لقضاياها الداخلية والابتعاد عن الوطن العربي والتركيز على المواطن الايراني الذي عانى الكثير جراء الحصار الاقتصادي ووصل الى مستويات عالية جدا في الفقر والبطالة ولابد ان تستغل الاجواء الايجابية من قبل الشعب الايراني الذي رحب بالاتفاق ومعالجة تلك القضايا، ونرحب بايران جارة تتفهم طبيعة المرحلة الحالية المبنية على الجوار النظيف والنقي والبعيد عن نزوات واهواء معدي السياسة الخارجية لايران والنظر بكل شفافية وتعمق للوطن العربي ودوره الريادي على مستوى العالم وان نبحث لنا عن مكان عالمي يرتفع الى مستوى دول مشتركة في اقليم واحد ولا تمتلك امكانياتنا البشرية والطبيعية هي صاحبة مكانة يشار لها بالبنان ويؤخذ بكل جدية سياساتها الخارجية بسبب تسليطها على محفزات التطور والنماء الايجابي .
هي مرحلة انتقالية لايران وللوطن العربي على ضوء قرارات ايران القادمة وسياستها الخارجية في التعامل مع ملفات شائكة كان لها الدور الاكبر في تفاقم الصراع الداخلي العربي وتشرذمه واقتتال ابنائه، والبناء على الدعم العالمي لايران ودخولها اجواء السياسة العالمية المرطبة للاجواء سننتقل من مرحلة الترقب والتحوط الى مرحلة الانطلاق والعيش المشترك والتفاهم والالتقاء والابتعاد عن الخلافات والعمل بكل جدية على تنقية الاجواء والذهاب الى ما يجمعنا والاستفادة من الماضي اللعين الذي أوصل الإقليم الى الخراب الحالي .
الراي