الفيصلي جمعنا، والمهنة والوطن أيضاً
باسم سكجها
08-08-2015 01:23 AM
الغريب أنّ آخر لقاء لنا كان في بيت عزاء، وحولنا بالطبع الكثير من الزملاء، وبعد الضمّ والقبلات وتحياته للجميع بصوته الجهوري، جلس مقابلي، فسألته: كيف أحوال النادي الآن؟ سكت قليلاً، ثمّ أجاب: الاحوال صعبة، بس ما تخاف، بتنحلّ بسرعة! مال عليّ أحدهم وسألني: أيّ ناد، فأجبته: الفيصلي. مطّ هذا في شفتيه، مستغرباً، وربّماً مستنكراً.. لا أعرف!
ولم يكن الفيصلي، وحده، ما يجمعني مع "أبو النوف" كما ظللت أناديه، مع أنّه معروف بـ"أبو شهم"، فبيننا صداقة تاريخية بدأت من عمله في "صوت الشعب" مع والدي، قبل ثلاثين من السنوات، وتواصلت بعدها مع "آخر خبر" الأسبوعية، وليس سراً أنّه ورفيق دربه في تغطية أخبار الأمن العام أحمد كريشان، كانا يُسرّبان لي أخبار الجرائم التي لم يكن بوسعهما نشرها لا في "الرأي" حيث يعمل كريشان، ولا في "الدستور" حيث يعمل صديقنا الراحل، وضمن تلك الأخبار وتفاصيلها ما كاد يتسبّب لي في يوم بالسجن، لسبب عدم كشف المصدر، وتلك قصّة أخرى.
في يوم، قبل نحو عشر سنوات، فوجئت بنايف المعاني يعنوّن مقالته في "الدستور" بـ" باسم سكجها فيصلاوي"، وكتب فيها أنّ باسم مراد اللاعب الفيصلاوي التاريخي، مارادونا الأردن، اعتذر عن عزيمة له لأنّّه مرتبط مع باسم سكجها، فاستنكر المعاني قائلاً: كيف تترك عزيمة لفيصلاوي لتذهب إلى غيرها، فأجابه مراد: باسم فيصلاوي من زمان! واستطرد أبو النوف في الحديث ضمن مقالته عن انتماءات الناس للنوادي، وكيف ينبغي لها أن لا تجعل الجغرافيا رمزاً للرياضة.
اليوم، يُفجعني خبر رحيل صديقي الغالي، الأستاذ نايف المعاني، فقد كان زميلاً، ومن حقّه كزميل أن أرثيه، وكان وطنياً أصيلاً ومن حقّه أن أرثيه، وكان أنساناً حقيقياً لا يعرف التمييز ومن حقّه أن أرثيه، وكان فيصلاوياً قُحّاً يُشجّع الوحدات إذا دعت الحاجة، فمن حقّه أن أرثيه، وكان قبل هذا وذاك، صديقاً غالياً، لأبي قبل أن يكون لي، ولهذا فتدمع عيناي على فُراقه...
يا الله يا أبا النوف كم كنت رجلاً حقيقياً...