"لا عجب فهم من الحرس القديم" عبارة دائمة التكرار، نسمعها كلما حاول بعض الليبراليين الجدد تبرير مواقفهم أمام الانتقادات العارمة. يراودني سؤال منذ فترة، من هم هؤلاء "الحرس القديم"؟
الحرس القديم على ما يبدو هم مجموعة "أكبر سنا وأطول خبرة" من الشباب الذين استلموا زمام الأمور حديثا. أن يكون للشباب دور في العطاء والمسؤولية هو أمر طبيعي، وهو من سنن الحياة، وموضع ترحيب.
لكن هذا لا يعني أن كل ما سبق هو ضلال في ضلال، ولا يعني أن كل الذين عملوا وكافحوا وأعطوا وطنهم سابقا قد فقدوا حقهم في إبداء الرأي والنصح أو الإرشاد.
كما يجب القول إنه ليس كل "الحرس القديم" هم صفحات ناصعة البياض، كما إنه ليس كل "الحرس الجديد" "منزهين" عن الخطيئة أو سوء التقدير. نجد من كلا الطرفين أناسا يريدون خير الوطن وتطوره، وهم مثال في النزاهة والعطاء، كما إن هناك منهم وللأسف، من هو غير ذلك بتاتا.
عندما تقع الأخطاء والتجاوزات، ويتحدث المواطنون عنها بصراحة، ويحذرون من بعض التصرفات حرصا على الوطن وحبا به، لا يجوز أن يكون الجواب الوحيد لهم هو اتهامهم بأنهم من "الحرس القديم"؟
إن خبرة الذين خدموا بنزاهة ووجدانية لا تقدر بثمن، الاستفادة منها واجبة، والاستماع لصوت الخبرة والحوار مع ذوي الخدمة الطويلة هما أضعف الإيمان، وبالتأكيد ليس الاستهتار بمواقفهم أو آرائهم.
هذا الوطن للجميع شبابا وشيوخا، وعندما نعلم عن نية بيع موقع استراتيجي لشركة أميركية مشبوهة مثلت أمام القضاء في الولايات المتحدة، فإنه من واجبنا أن نطلق صفارة الإنذار. وإذا كان الثمن أن نوصم بأننا من "الحرس القديم": فأهلا بذلك ويا له من شرف.!!
الغد