نايف المعاني .. إن ظل في العمر بقية !!
محمد الداودية
07-08-2015 07:37 PM
... لا أظنني أعرف إنسانا أكثر من نايف المعاني أبو شهم، ابتساما وفرحا وبساطة وسلاسة ؟!! هو صاحب نظرية وفلسفة "إن ظل في العمر بقية" وصاحب جملة "الله يسعد شيبات أبو حسين".
ما عرفت طيلة حياتي من نافح ودافع بجسارة ووضوح عن نظامنا السياسي "أيام حزها و لزها" كما فعل نايف المعاني، ببساطته التي تتسرب إلى المشاهد مثل النعس. وهاهو يرحل مثقلا بالديون والأقساط البنكية التي شاركته دخله المحدود.
جماهيرية نايف المعاني الكاسحة الطاغية، يعرفها الذين يتابعونه على قناة "الحقيقة الدولية" يعرفون حجم محبته والثقة به في أوساط بسطاء أبناء شعبنا المثقلين بالأحمال الرازحين تحت أثقال متاعب الحياة وشظف العيش، هؤلاء من سيفتقدون صوته الهادر المدافع عنهم بلا توقف أو هوادة. واعرف نزرا يسيرا من المشاكل المستعصية التي حلحلها لصالح المتعبين والمعذبين في الأرض فلم يكن يتحدث عن افعاله لعفته ولكثرتها.
زاملته في صحيفة "صوت الشعب" سنوات طوالا، وهو يفتخر إلى اليوم أنني معلمه وأصبحت افتخر انه تلميذي الذي كافح وجهد واستوى ونضج بالتجربة والبداهة والفطرة والموهبة.
ليس لأنه خالي وليس لانه صديقي الحميم وليس لانه رحل، اطري عليه، فوالله إن نايف المعاني نجم تلفزيوني أردني شعبي نايف عال لا يدانى.
يوم أمس الخميس كنا، موسى الطراونة وإبراهيم الطهراوي وعمر داودية وأنا في ضيافة المهندس احمد الحسينات في سوف وعقدنا الاتفاق، خمستنا، على دعوة نايف المعاني وهايل العبيديين وفرقة الطفيلة او فرقة معان لإحياء ليلة سمر، عقب انتهاء أعمال المؤتمر التأسيسي ل "مجموعة الحوار الوطني" تتخللها الدبكة المعانية والأغاني الشعبية، تحدثت مع هايل وكررت الاتصال مع نايف فلم يجب لأنه كان في الأستوديو.
عندما استضافني نايف على إذاعة الآمن العام، امن اف ام، أدركت أن نايف المعاني أصبح احد أعمدة الإعلام الوطني الذين يحبهم الناس ويثقون بهم، فقد شب التلميذ عن الطوق وأصبح معلما يمسك بسر المهنة وبأعين المشاهدين وأسماعهم طيلة مدة برنامجه،
ويجدر أن أسجل لمدير الأمن العام الأسبق، الفريق الواسع الاحترام توفيق الطوالبة، انه وثق بنايف المعاني وعرف قدراته وانتبه إلى مدى حضوره والى شعبيته الواسعة فوفّر له حيزا مناسبا من ساعات البث التي عبأها نايف بسلاسة وتلقائية جعلت الإذاعة مسموعة على نطاق واسع.
لم يترك نايف المعاني بيت عزاء إلا أمّه وواسى أهله فكان في حركة مكوكية لا تهدأ بين واجباته المهنية والاجتماعية .
أدمن نايف قاع المدينة وقد تجولت معه على عشرات المحال التجارية في كل الأسواق في قلب المدينة فكان يجد ترحابا ملفتا ومعلوم أن من يريد أن يجد نايف ساعات ظهر يوم الجمعة سيجده في المسجد الحسيني الكبير.
فجعتني يا صديقي يرحمك الله ويحسن اليك.