في اطار تغطية قناة الجزيرة، وهي تكاد تكون الجهة الاعلامية الوحيدة التي بدأت التغطية المتميزة للنكبة منذ الخامس عشر من ابريل وحتى اليوم، تجول الياس كرام في قرية "ام الزينات" المغتصبة، مع "حجة" عاشت حياتها لاجئة بعد عين. بكت بكاء مرا اجرى الدمع في القلب وهي تتفقد ارجاء قريتها المغتصبة وتحديدا بستان والدها "رحمه الله" وذلك حين ناجت "البير" او البئر المهجور الذي دمره الاحتلال. غصة قلبها كانت بادية للعيان وارهقت القلوب المرهفة وهي تقف امامه تناجيه بقصيدة في ذكراه الحبيبة وذكرى العائلة التي كانت. هي لا تذكر عمرها بالتحديد فقد يكون 80 او 90 عاما. كل ما تعرفه انها شهدت النكبة والتهجير القسري واغتصاب البستان والارض والبيت في قريتها فراحت تدعي على اليهود دعاء مرا يحرق القلوب ويدمع العيون.
كل شيء مر ومازال يمر بهدوء ودون أي ردود فعل، تماما كما مر احتلال كل فلسطين بكل ما فيها حتى رموزها والتي كان آخرها العام المنصرم في الخريف حين كان موسم قطاف الزيتون. حينها قامت اسرائيل بعمل استفتاء عبر الانترنت قررت من خلاله اعتماد شجرة الزيتون بالإضافة لزهرة فلسطينية برية شهيرة وهي "قرن الغزال" لتمثيلها في "حديقة الورود" التي تعتزم الصين افتتاحها قبل انطلاق اولمبياد بكين العام المقبل، وكالعادة...مر القرار مرور الكرام. هي طبعا سرقة جديدة من الدولة الصهيونية على رموز لطالما اعتبرها الفلسطينيون لهم وحدهم. حصل هذا دون ادنى ذكر له من قبل وسائل الاعلام العربية والغربية طبعا باستثناء موقع الكتروني او موقعين عربيين حرقة وموقع عبري من فرط سعادتهم طبعا.
ان هذا وما يجري حتى اللحظة يؤكد ان النكبة لم تنته وانها حاضرة حتى يومنا هذا، لم تكن هبة ريح او مذبحة راحت لحال سبيلها، لقد كانت بابا فتح لسلسة نكبات لاحقة وان اختلفت تسميتها من نكبة الى نكسة الى قمة عربية او اجتماع وزراء الخارجية العرب "الطارئ".
كله يمر وفلسطين جالسة والرعب بعينيها، تدمع لؤلؤا مضرجا بشقائق النعمان، تشكي اهلها واولاد عمها قوم العز والعروبة، فتقول اولا تركوني وحدي اعاني في الصحراء، ثم جاؤني يحملون اسلحة قتلتهم وتركت مغتصبي، ثم تركوه يعلن استباحة نصف جسدي ذو الحيوية وقطعوا عني الماء. ثم خسروا لعدم جديتهم في اتخاذ قرار التحرير. ولم يكفهم هذا فاعترفوا واولهم اهلي بان جزئي الثاني لن يعود لي ابدا وبانني ساعيش الى الابد مقطعة الاوصال بيد واحدة وساق واحدة لا تقويان على الحراك بسبب الاغلاقات والجدار.
تبا للصهاينة ولبوش الذي يؤكد ان ولائه للدولة اليهودية وتحط اقدامه النجسة اليوم في ارض بني كنعان ، على تراب فلسطين المقدس ليشارك باحتفالات الصهاينة بقيام دولتهم الاجرامية في تحد وقح للشعور العربي (ان كان معترفا اصلا بالعرب)، ودون ادنى اعتبار لاناس موجودين على نفس الارض يتنفسون الهواء نفسه، ولكن يحيون حياة اخرى. تبا لرايس وماكين الذي اختصر الطريق الى البيت الابيض معلنا ان القدس عاصمة اسرائيل.
تبا وتبا لهم وتبا لكل عربي ترك فلسطين خلفه وجعلها آخر اولوياته ان وجدت على سلم الاولويات وكاد ينسى ان فلسطين له، كل فلسطين، كانت لاجداده وبانها امانة يجب ان يورثها لاولاده،،، فاعتنق النسيان وفصل الوطن عن الوطنية وراح يتغنى بالانفتاح على اليهود والتطبيع معهم وهم ما طفقوا يأملون ان يموت الكبار وينسى الصغار.