المدارس التي لم ينجح منها احد
صبري الربيحات
06-08-2015 06:57 PM
في تراثنا العربي قصة ظريفة تقول بان شابا مفلسا عزم على الزواج فقيل له لما التسرع وانت في حالة افلاس.. وليس بمقدورك توفير تكاليف الزواج الباهظة فما كان من الشاب الا أن اجاب بالنسبة لكلفة الزواج مقدور عليها فهي مهر واثاث وقرى ومجوهرات.
فبالنسبة لمهر العروس يلزمني عشرة الاف دينار او قول خمسة آلاف. اما اثاث بيت الزوجية فيلزمني خمسة آلاف قول الفين وفيما يتعلق بالقرى فيحتاج الى اربعة الاف او فلنقل الفين اما الذهب والمجوهرات فلا احتاج لاكثر من ثلاثة الاف او فلنقل الفاً. واستطاع ان يبين للسامعين بان التكاليف المطلوبة في حدود العشرة الاف.
واما عن استعداده فاستطرد صاحبنا بالقول لقد وفرت منذ سنوات ثلاثة الاف دينار قول عشرة، وقال ابي انه سيدعمني بالفين او قول اربعة الاف ... وسينقطني اعمامي بالفين قول خمسة الاف، واخوالي باربعة قول ثمانية آلاف، ومن الاصدقاء سيأتيني ثلاثة الاف او قول ستة الاف، لينتهي صاحبنا بحسبة تضع الكلفة عند عشرة آلاف دينار وان الزواج سيعود عليه باكثر من ثلاثين الفا اي انه سيكون مربحا له ولا داعي للحديث عن الافلاس.
اقول هذا وانا اقرأ تصريحات التربية والتعليم والتي تحولت للحديث عن عدد طلبة لم يستكملوا متطلبات النجاح في مادة او مادتين بدلا من القول ان عدد المدارس التي لم ينجح منها احد قد زاد بشكل لافت لهذا العام ....وان الاجراءات التي قيل انها ستتخذ لمعالجة ظاهرة المدارس التي لم ينجح منها احد لم تفلح في الحد من الظاهرة
في العام الماضي عندما زاد عدد المدارس عن 300 مدرسة انزعجنا وتندرنا وتأملنا.. اليوم لازالت المدارس كما هي بل زادت عن العام الماضي لتصبح 349 مدرسة...
تحويل توصيف المشكلة بان عدد الطلبة في المدارس التي لم ينجح منها احد اقل من عدد طلبتها في العام الماضي لا يجمل المشكلة ولا يعالجها وهو امر يثير الاستغراب على كل الوجوه....والحسبة تذكرنا بحسبة الشاب الراغب في الزواج وحسابه للارقام كما تروق له.
وزير التربية تحدث عن الغش بوضوح وعالجه بطريقته التي قد نتفق او نختلف معها...وفي الصورة ايضا ان هناك مئات المدارس التي لم ينجح منها احد غالبيتها في مناطق بعيدة تعاني من ضعف العملية التعليمية وشح الموارد ونقص الخبرات واحيانا مشكلات اقتصادية واجتماعية عميقة... نسبة المدارس في المفرق ملفتة جدا واخفاق اكثر من ثلثي الفوج التعليمي امور لافتة تحتاج الى الدراسة والتفسير اكثر من اللوم والتبرير.