قد يبدو العنوان للوهلة الأولى انتقاداً أو عنصرية ولكن كان من الضروري أن نتطرق يوما لهذا الموضوع فهذه صفه اتهمنا بها منذ سنوات اننا اصحاب كشرة ولا نعرف الابتسامة والضحك والبعض الاخر يتهمنا باننا شعب نكد لا نحتمل اي موقف ولا نملك اي حس فكاهي... لا ادري من الذي لاحظ هذا الشيء وهل هي فعلا صفة التصقت بنا لانها موجودة فعلا ام انها مجرد آراء شخصية..
اليوم قررت ان انتبه لكل من حولي بالشارع لأعرف هل فعلا نحن شعب نكد ولا نبتسم؟ فنظرت وجدت اناساً انهكهم التعب تحت أشعة الشمس عائدين من اعمالهم التي بالكاد المردود منها يسد حاجتهم وحاجة اولادهم..
عندما تذهب الى الريف الاردني كل ما سيقابلك ابتسامة البسطاء وكرمهم وحسن ضيافتهم وكلما اقتربت من المدينة ستتذكر كمية الاعباء المادية المطلوبة منك في آخر كل شهر... فتقرر ان تترك ابتسامتك خلفك لتقرر بملامح جادة انهكها التفكير في حلول لسد التزاماتك التي تفوق راتبك غالبا.
هل تعلمون انني كلما دخلت احد المولات لفت نظري مشهد مكرر ولاحظت انني دائما اعلق نفس التعليق واخرها بالعيد اقتربت من صديقتي وقلت لها قبل دخولنا هل تعلمين ان من امنياتي ان اجد مرة زبونة اردنية في محل الالماس... فضحكت وقالت من هم زبائنه اذا فقلت لها اتراهنين اننا سنجد مجموعة من السيدات ولكن بعضهن اما سوري او عراقي فعلا اثناء دخولنا صادفنا سيدة راقية تعلو ملامحها ابتسامة عريضة وتقول لمن معها عنده خوش تصاميم... والجالسة بالداخل سورية منشغلة باختيار خاتم بينما زوجها مشغول بهز الطفل بالعربة ليسكت ويعطي فرصة للأم في اختيار ما يعجبها..... ونحن حسبنا الف مرة قبل دخولنا في اي المطاعم سنغدي اطفالنا لكي يستمتعوا دون ارهاق الميزانية.
فقلت لصديقتي هل تعلمين ما الفرق بيننا وبينهم؟؟ اننا اصحاب البلد وهم لاجئون تركوا بيوتهم وأوطانهم لظروف قسرية وقاسمونا كل شبر في وطننا لنصبح في آخر المطاف شعباً بمواصفات الشعب اللاجئ.. اصبحوا هم اصحاب العمل وأولادنا العاملين.. أصبحوا هم من يتكلمون بفوقية وتهكم ونحن من يجب أن نحتمل وبالنهاية يقولون شعب نكد لا يبتسم...
الا تعتقدون ان الصفة ظالمة نوعا ما فنحن شعب يحب الفرح ويحب السعادة ويتمنى العيش بكرامة ولكن بعض الظروف احيانا اجبرت البعض على التخلي عن ابتسامته ليستبدلها بقلقه الدائم على مستقبله ومستقبل أولاده..
فلا تظلمونا فنحن اصحاب قلوب طيبة قدمنا وطنا لمن فقدوا اوطانهم ليكون ذلك على حساب حياتنا وفرصنا وحقوق أولادنا... والأهم على حساب ابتسامتنا...