ايران، الحذر الحذر!د.مروان الشمري
04-08-2015 11:47 PM
ان المتابع لمجريات الأمور في المنطقة يدرك تماما ان ما نراه من تناقضات متتابعة وتغييرات مستمرة في سلم أولويات الدول وتحالفات تتداعى واُخرى تتشكل وحروب بدأها لاعبون دوليون هم اليوم غير قادرين على إنهائها خوفا من أثمان باهظة ما هي الا محاولات مستميتة من كل حكومة على حذه لتحصين دولهم ضمن الخريطة السياسية القادمة والتي رسمت إطلالتها قوى الغرب مع دولة فارس. المتمعن في السياسة السعودية يجد انها لم تقرر الانغلاق على نفسها وأنها تحاول جاهدة الإبقاء على الخيوط مرتبطة مع مصر وكذا مع تركيا وقطر ومع تنظيمات الاعتدال الاسلامية وان اختلفت درجة الحميمية في العلاقة ومستوى التمسك الرسمي باثبات ذلك. الأردن كان وما زال على مسافة واحدة من كل اللاعبين المؤثرين في المنطقة باستثناء طهران، وذلك للأولوية التي تعطيها الاردن في علاقاتها للاشقاء في الخليج . المرحلة الحالية تشهد تجاذبات سياسية غريبة الأطوار وفيها من عدم اليقينية ما يكفي لابقاء السياسة الاردنية على حالها، ولكن مع مزيد من الحذر من اي مخطط إقليمي له علاقة بالتقسيمات في الدول المجاورة ولقد قطع الملك الشك باليقين فيما يتعلق بمسالة التوسع الخارجي وأوضح الامر بكل صراحة اننا ندعم اشقاء عربا لهم حق الأخ والجار ضد تنظيمات الضلالة وهذا كل ما في الامر. ايران بنظري لن تتوقف عن محاولات التوسع ولكن في هذه المرحلة ستتبع اُسلوب التوسع الودي بكسب مزيد من الانصار والمؤيدين ومزيد من الكتاب والصحفيين، وهذا عرفا اول الغيث بحيث تجد لها موطئ قدم عند الرأي العام الذي يتشكل وفق قناعات النخب السياسية والإعلامية، نظريا على الأقل. المشكلة تكمن هنا حيث ان التوطئة لإيران اعلاميا وسياسيا يشكل سابقة خطيرة وتهديدا عز نظيره، خصوصا اذا علمنا ان ايران تضخ اموالا طائلة لمناصريها في الدول المجاورة وستزيد ذلك حتما بعد رفع الحصار عنها. اخشى ما اخشاه هو ان نسمع ازلام ايران يطالبون بفتح الحسينيات والمزارات الدينية وإقامة مؤسسات ثقافية تدعمها طهران وكلنا يعلم ان هذه المؤسسات في الدول المجاورة او كثير منها هي مكاتب تتبع مباشرة لجهاز اطلاعات ( المخابرات الإيرانية). على المدى البعيد الخطر يكمن في ان ايران ستتمكن ،بعد ان تكون قد أنشأت قواعد شعبية ونخبوية وخلايا استخبارية، من استخدامها في خلخلة الاستقرار ومحاولة السطو السياسي وكسب الأوراق التي دائما ما استخدمتها خدمة لمشروعها الإمبراطوري. من هنا فاني ادعو العقلاء والمخلصين في بلدنا الطيب المعطاء الى الحذر من محاولات الترويج لإيران والتطبيل لها. انا لا ادعو للقطيعة معها ولكن الحذر مع ايران هو أفضل المداخل لعلاقة تقوم على الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدول واستقلاليتها، وكلنا رأينا كيف يتجول قاسم سليماني في الدول المجاورة بحرية وكأنه في شوارع مشهد. فالحذر الحذر من ايران ولتكن مصلحة الاردن الاستراتيجية واشدد على الاستراتيجية بعيدة المدى أولى من اي امر آني قد يسر الناظرين من المنخدعين بايران ومعسول كلامها. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة