حيدر الزبن .. "راح يروحوك"
عمر الداودية
04-08-2015 06:30 PM
تكررت هذه العباره في اكثر من مناسبه "راح يروحوك" او "ما راح تطول" خلال مداخلات الحاضرين لــ اللقاء الذي جمع "مجموعة الحوار الوطني" بالدكتور حيدر الزبن مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس في قاعة أبناء الثورة العربية يوم السبت، الأول من الشهر الجاري.
لهذه العبارة التي خرجت بشكل عفوي من المتحدثين دلالات كثيرة على هشاشة الثقة التي تجمع المواطن بالرجالات التي تقود الدفة.
دعونا لا نتجاهل ولا ننكر نبض الشارع الذي يشير الى أن هذه الثقة ونتيجة لتراكمات وأحداث عديدة خلال السنوات الماضية قد فقدت او تراجعت بشكل كبير في أحسن الأحوال، ولذلك لم استغرب ان حديث الدكتور حيدر قوطع مراراً خلال اللقاء الرائع بالتصفيق الحار والإشادة بشكل لم أعهده لمسؤول على رأس عمله خلال عديد اللقاءات العامه التي حضرتها.
إن العمل الهائل الذي تقوم به مؤسسة المواصفات والمقاييس لـدرء أساليب الغش والإحتيال على المواطنين والتي أطلعنا عليها الدكتور حيدر الزبن هو مبعث للطمأنينة وخط دفاع لسلامة المواطن الأردني لا يقل أهمية عن خطوط الدفاع الأخرى كالأمن والجيش والمخابرات، ولكنه من جهة أخرى يعري فاجعة وجود عدد لا متناه من الأيدي الملوثة المستعدة للعبث بسلامة هذا المواطن البسيط طمعاً في مال او "مآرب أخرى".
كــ شاب، يجدد لي حيدر الزبن و لغيري الثقة بـــ "السيستم" ويرسخ إيماني أيضاً بجدية الإصلاحات السياسية والإقتصادية التي لا ينفك مسؤولونا يتحدثون عنها، وكــ شاب فإن وجود الزبن ومن هم على مناقبه هو مصدر تفاؤل لمستقبل أفضل. الرجل لا يمثل الإستقامة فحسب، إنما يمثل البساطة والكاريزما "الشعبية" التي يفتقدها الكثرة من القيادات، فهو ما أن يبدأ بالحديث حتى تشعر سريعاً أن هذا الرجل "منا" .. وما أحوجنا اليوم الى رجال "منا".
إن عودة هذه الثقة كاملة بين المواطن ومسؤوليه لن تكون إلا بدعم وتمكين ومساندة ومكآفأة أمثاله و- أيضا- بتسليط الضوء على العمل والجهد الكبير الذي يقومون به و يجهله الكثير منا. وجود حيدر الزبن وغيره هو بلا شك قوة و منعة لنظامنا السياسي وهمزة وصل جديرة بالثقه بينه وبين عمقه الشعبي.
يقول المثل الشعبي العراقي: "شراي الزلم مو خسران"