السادة عمون نيوز المحترمين


تحية طيبة وبعد

بداية اشكركم على جهودكم المخلصة والمبدعة وعلى جميع ما تقمون به من نشر الحقيقة بكل مهنية وذوق.

انا مواطن عادي اعشق بلدي واغار على مصلحته. حصلت مع حادثة قبل يومين مع الملكية الأردنية لم اتمالك نفسي دون ادون ما في خاطري علماً بأنني اول مرة في حياتي اقوم بهذا العمل.

اوجه هذه الرسالة المفتوحة للرئيس التنفيذي للملكية الأردنية.

وقعت الرسالة باسم رقم مقعدي فقط لأني لا ابحث عن شهرة وفي حال رغبت الشركة الاتصال بي فان المعلومات ستكون متوفرة لديها.


مع جزيل الشكر

--------------------------


رسالة مفتوحة الى حضرة الكابتن هيثم مستو، مدير عام والرئيس تنفيذي، الملكية الأردنية

تحية طيبة وبعد،

كم اسعدنا قرار تعيينكم على رأس شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، هذه الشركة التي نفتخر انها خدمت الوطن العزيز لما يزيد عن خمسين عاماً من العطاء والتميز، كون هذا التعيين تجاوز موضوع المحسوبيات وكافئ شخص خدم في الملكية أكثر من ثلاثين عاماً تدرج من خلالها ليصبح رئيساً لها في وقت حساس للشركة وليؤكد للجميع ان الملكية الأردنية مليئة بالكفاءات الوطنية التي نعتز ونفتخر بها. انا شخصياً متعصب للملكية الأردنية ومن النادر جدا ان اسافر على اي خطوط اخرى وكلما اقرأ في الصحف انتقاد للخطوط الملكية يرتفع ضغطي وابدأ بالدفاع عنها بشكل تلقائي لأنني فعلاً أحب وأقدر هذه الشركة وتاريخها العريق وبدياتها المتواضعة الجميلة ولا احبذ جلد الذات وتحميل الشركة أكثر من طاقتها.

وبعد أكثر من ثلاثون سنة من السفر على الملكية لم اتمالك نفسي دون ان اشارككم حادثة وقعت معي بتاريخ 2/8/ 2015 (وللتوضيح فهذه الحادثة ليس لها اي علاقة بالحالة الجوية يوم 3/8/2015). حجزت انا وعائلتي المكونة من خمسة افراد (زوجتي وثلاثة اطفال) من مدريد الى عمان على الرحلة رقم 110 حيث موعد اقلاع الرحلة على الساعة 4:45 بعد الظهر. وصلنا مطار مدريد الساعة 3:00 ظهراً بعد رحلة داخلية وانتقلنا مباشرة الى منطقة الترانزيت في المطار للتوجه الى بوابة الصعود. تفاجأت بأن شاشة عرض الطائرات المغادرة تفيد ان على المسافرين مراجعة الشركة. وبعد الف سؤال لموظفين المطار أبلغونا بأنه يتوجب علينا الذهاب الى مكاتب خدمة الركاب الخاص بشركة Iberia وبعد ساعة ونصف من الاصطفاف في طابور طويل تمكنت اخيراً من التحدث مع الموظفة و قالت لي ان ليس لديها أي معلومات عن الموعد الجديد للرحلة ولكن التأخير سوف يكون 7 ساعات على اقل تقدير كون الطائرة لم تقلع من عمان بعد وانه ليس لديهم أي معلومات إضافية كونهم ليسوا معنين بشكل مباشر. وعندما سألتها عن موظفي الملكية قالت لي ان ليس لديهم أي مندوب داخل المبنى حالياً. اكتشفت خلال وقوفي في الطابور ان معظم الركاب اسبان اما جاءوا للسياحة الى لأردن او سيقلون طائرة للملكية متجهة الى بانكوك.

بدأت رحلة الانتظار في المطار دون وجود أي معلومات عن موعد الرحلة الجديد ودون أي وجود لموظفي الملكية او أي خدمات يمكن تقديمها للركاب وبدا اطفالي بالتعب والملل. دخلت على شبكة الأنترنت لأحد المواقع المتخصصة بتحديد مكان الطائرات وموعد إقلاعها وتبين لي ان الطائرة أقلعت من عمان الى مدريد حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر (الموعد المفترض ان تقلع به من مدريد الى عمان) وتابعت مسار الرحلة وتبين لي انها هبطت بمطار تونس على ان تتابع رحلتها الى مدريد. وبعد قليل أصبحت شاشة المطار تشير الى ان الوقت الجديد للإقلاع هو 11:00 مساء وتوجهنا الى بوابة الصعود على الساعة 10:00 مساءاً وتفاجأنا بان الطائرة لم تأتي بعد وان جميع المسافرين (ومعظمهم أجانب) ما زالوا بانتظار الفرج وعند سؤالنا للموظفين عند البوابة كرروا لنا انهم ليسوا موظفي ملكية وان ليس لديهم أي معلومات عن الرحلة او سبب تأخيرها وكأنه لغز غير قادرين على حله. وفي حوالي الساعة 10:45 مساءً وصلت الملكية وبدأ الناس بالتصفيق وإطلاق عبارات السخرية على الشركة وانا اشعر بالغضب والحرج.

بدأت إجراءات الصعود الى الطائرة حوالي الساعة 11:45 مساء وأقلعت الطائرة على الساعة 12:45 بعد منتصف الليل (أي بعد 8 ساعات تأخير غير مفهوم وغير مبرر او موضح). كنت متحمساً لسماع اعلان الكابتن ليرحب بالركاب ويعلن سبب التأخير واعتذار الملكية الشديد عما حصل (علماً بان الكابتن وافراد الطاقم جدد على الرحلة واستلموا الطائرة في مدريد). جاء اعلان الكابتن كصدمة لي فكان اعلان عادي يرحب بالركاب ولا يذكر التأخير الذي حصل او اعتذار الملكية ... كأنه شيء لم يحصل، حوالي 9 ساعات تأخير وكأن الموضوع عادي بل عادي جداً. لم اتمالك نفسي وتحدثت مع احدى المضيفات وقلت لها انا هذا التصرف غير مقبول ويجب على الكابتن او المضيف المسؤول على الأقل الاعتذار للركاب وحتى لو تم ذلك عند الوصول. تفهمت المضيفة الأمر ووعدت بنقل الرسالة. وصلنا بحمد الله الساعة 5:47 صباحاً يوم 3/8/2015 (بدل ان يكون موعد الوصول 10:40 مساء اليوم الذي قبله) ولم يقم أحد بالاعتذار أو غيره.

وصلنا جميعاً منهكين جسدياً ولكن حرقتي على الإهانة كانت أكثر من كل ذلك. كثيراً ما اسمع ان الملكية أصبحت باص عمومي يتم تغير مساره او الغاء رحلاته حسب الطلب وكنت كلما اسمع ذلك ادافع دفاعاً شرساً عن الملكية وأقدر الضغوط المالية التي عانت منها. ولكن فعلاً لم أكن أقدر مدى حجم الضرر الذي أصاب الجانب الإنساني في الملكية من موظفي خدمة مطار غير موجودين الى معلومات غير دقيقة ومنقوصة الى قائد طائره لا يهتم بمظهر الشركة الذي يمثلها. وبعد ما استعدت عافيتي اليوم أدركت ان الملكية الأردنية كغيرها من مؤسسات البلد العريقة اصابها الاهمال والخمول والترهل الاداري وربما أكثر من ذلك. فمهنية الملكية الأردنية مرتبطة بالجانب البشري وما دام المواطن (ومنهم بعض موظفي الملكية) يعملون على أساس ("بسيطة") و ("مشي حالك") و ("انا شو دخلني خلي ناس غيري يحلها") و ("بدي اطلع من البلد")، وهذا حله أصعب بكثير من رفع رأس مال الشركة او إعادة هيكلتها. إذا ارادت أي مؤسسة اردنية ان تنافس في هذا العالم الذي نعيشه فعليها اعادة برمجة نفسها واصلاح وتدريب موظفيها وان تأخذ قرارات جريئة تشكرها الأجيال القادمة على اتخاذها. الدفاع عن الملكية واجب وطني واقتصادي لما فيه مصلحة عليا تفوق جميع المصالح الأخرى مهما كان سببها. ونتمنى على إدارة الملكية ان تدافع عن مصالحها واستدامتها وليس فقط من خلال إعادة هيكلة راس مالها بل من خلال إطلاق مرحلة جديدة من التميز والحرفية تحاسب المقصرين وتكرم المبدعين وتخلق جيل جديد في الشركة يعمل بمهنية وتفان واتقان وغيرة على الناقل الوطني الذي طالما احببناه وامنا به.


متمنين لكم دائم التوفيق والنجاح،

الراكب في مقعد 9(H) رحلة رقم 110 بتاريخ 2/8/2015


عمان 3/8/2015