الاتفاق الأمريكي – التركي .. وتساؤلات في الحالة الأردنية
أ.د. أمين مشاقبة
03-08-2015 01:41 PM
الاتفاق الأمريكي – التركي يشكل نقطة تحول واستدارة كاملة للسلوك السياسي التركي، ويأتي الاتفاق بعد بعض التحولات في المنطقة وأهمها الاتفاق النووي الدولي الإيراني (5+1) ومحاولة حزب العمال الكردستاني إيجاد موطئ قدم لكيان كردي في الأراضي السورية.
إن الاتفاق على منطقة آمنة (خالية من داعش) على الحدود السورية – التركية يهدف لتمشيط المنطقة مساقة لا تقل عن 40 كم بعيداً عن الحدود التركية، وإبقاء الجيش الحر بحماية أمريكية تركية، أن نقاط الاتفاق تبدأ بأنها داعش وليس إنهاء النظام السوري فالخلاف التركي – الأمريكي على مبدأ إسقاط النظام القائم في سوريا حيث أن الولايات المتحدة لا ترغب مرحلياً في الدخول في مواجهة مباشرة لإسقاط النظام وتبقى الأولوية عندها التخلص من داعش في سوريا ودعم المعارضة المعتدلة، وهذا الاتفاق سيقود إلى تخفيض أزمة اللجوء السوري في تركيا وبالتالي فإن الألوف من المهجرين سيتم إعادتهم للأراضي السورية تحت الحماية التركية – الأمريكية آخذين بغين الاعتبار أن عددهم 1.7 مليون لاجئ، وقد فتحت تركيا ثلاثة مطارات عسكرية بالإضافة لقاعدة انجرليك من أجل استخدامها من قبل قوات التحالف.
إن الاتفاق هذا يدفع باتجاه منع الأكراد في سوريا من إقامة أي كيان سياسي وحسب ما هو مرسوم من القامشلي إلى البحر الأبيض كمنطقة كردية وبالتالي إلغاء هذا المشروع الذي يمثل حلم الأكراد في سوريا، وعليه يمكن تلخيص أهداف التوجه التركي بما يلي:
أولاً: حماية الأمن الوطني التركي على المستوى العام
ثانياً: دحر داعش من منطقة شمال سوريا والقضاء على وجودها كلياً
ثالثاً: إنهاء حلم أكراد سوريا بإقامة أي كيان سياسي
رابعاً: نقل المهجرين السوريين من الداخل التركي إلى المنطقة الآمنة
خامساً: تعزيز دور قوات الجيش الحر لحماية المنطقة العازلة المقصودة
سادساً: تغيير موازين القوى في المنطقة، حيث أن الجيش التركي من أقوى الجيوش في المنطقة وسيلعب دوراً فاعلاً في إنهاء داعش جزئياً من منطقة شمال سوريا . إن مفهوم منطقة خالية من داعش هو مفهوم جديد يستخدم لأول مرة في الصراع الدائر في المنطقة وعليه يمكن القول أن هناك اتفاقات سرية تشمل الأطراف الثلاث : (سوريا، تركيا والولايات المتحدة) للقضاء على داعش وهذا الهدف يصب في بقاء النظام السوري مرحلياً، وربما يصب كذلك في المشروع الروسي الذي يهدف للتعاون مع النظام لإنهاء داعش وأخواتها .
إن هذا الاتفاق يبحث على طرح العديد من التساؤلات في حالتنا الأردنية، هل ممكن أن تكون هناك منطقة عازلة على الحدود الأردنية السورية؟ من الذي سيتولى حماية هذه المنطقة الآمنة ويديرها؟ هل الولايات المتحدة كقائدة للتحالف الدولي راغبة في ذلك؟ هل سيتم ترحيل اللاجئين السوريين لهذه المنطقة وتُدار دولياً؟ هل الأردن لديه القدرة على الوصول البري لحماية هذه المنطقة؟.
ويشير أحد السياسيين اللبنانيين إلى أن الاتفاق التركي – الأمريكي يبعث ببارقة أمل للبنان للتخلص من اللجوء السوري على أراضيه البالغ 1.2 مليون مواطن، في حالتنا الأردنية إن أولى الأولويات هو تماسك الجبهة الداخلية وحماية الحدود والحفاظ على حالة الصمود منقطعة النظير.
وفي هذا السياق يبقى السؤال الأهم هو : هل أميركا راغبة في القضاء على داعش كلياً في المنطقة؟