استعادة الأمن العربي وبناء التضامن العربي
د. محمد المصالحة
03-08-2015 01:04 PM
مفردتان غابتا تماماً في السنوات الاخيرة من قاموس السياسة العربية، فيما سيطرت على المناخ السياسي والبيئة الاعلامية أخبار مكافحة الارهاب، ومواجهة التكفير، والصراعات المذهبية والحروب الأهلية التي أودت بحياة مئات الآلاف من الارواح البريئة الى جانب ملايين الجرحى واللاجئين داخل وخارج اوطانهم.
أجل..... وردت المفردتان في حديث الدبلوماسية الاردنية والعُمانية إثر زيارة وزير الخارجية العُماني ومباحثاته مع نظيره الاردني حول العلاقات الثنائية، وملفات الاقليم الساخنة، وما يمكن القيام به في دبلوماسية مشتركة لحلحلة هذه الازمات.
إن كلاً من الاردن وعُمان قد إحتفظ لنفسه بدور متوازن إزاء الملفات في الاقليم في كل من منطقة الخليج، ومنطقة الهلال الخصيب، حيث الأزمات السورية والعراقية واليمنية تزداد تعقيداً وتستعر فيها نيران الصراعات المسلحة وبأدوار دولية واقليمية تتباين افعالها مع ما يصدر عنها من اقوال بشأن التعاطي مع هذه النيران من أجل إطفائها.
عُمان جزء من المنظومة الخليجية أبقت على سياسة الباب المفتوح مع ايران، والاردن في قلب المحيط العربي الملتهب من جهاته الاربع، عمل جاهداً على ان يديم سياسة الدفاع عن حدوده وسلامة أمنه الوطني، وحرص على ان يكون خطابه السياسي دائماً : الحلول السياسية للأزمات، وانخراط المكونات الاجتماعية جميعها في العملية السياسية من اجل نجاح الحكم وإدامته.
هل يمكن ان ينبثق عن اللقاء الاردني – العُماني مبادرة مشتركة حول العودة الى استراتيجية عمل بقصد بناء التضامن العربي وإعادة الآمن للمنطقة ؟ سؤال كبير، ومهمة تبدو في غاية الصعوبة، ولكن الا يمكن البدء بمثل هذه المحاولة وتكتيل مواقف دول عربية اخرى كمصر والمغرب والجزائر وتونس كي تنضم او تدعم هذه المبادرة وفتح حوارات عربية مع بقية الدول الفاعلة في الاقليم او الساحة الدولية لإعادة الامن العربي الذي إفتقدناه جميعاً في إهتمامات مختلف السياسات الوطنية للدول العربية لأنشغالها في ملفاتها الداخلية.
لربما كان مثل هذا الحديث ضرباً من الامنيات خارج الواقع القائم، ولكن أليس من حق المرء ان يتمنى ومن ثم يحاول تحقيق ما يتمناه ؟!... ربما من خلال المحاولة الاردنية العُمانية.