تكسّرت النّصال عـلــى النّصــال !!خيري منصور
03-08-2015 03:24 AM
هذه العبارة لم تعد ملكا لقائلها وهو المتنبي، شأن كل قول بليغ، فثمة شعوب تعرّضت للقهر والانتهاك بمقدورها ان تقول ان النصال تكسّرت على النصال ولم يعد هناك اي متّسع لسهم جديد، والافراد الذين عانوا من الخذلان والخداع على مدى العمر لهم الحق في ان يقولوا ذلك ايضا . ولا يشبه عبارة المتنبي من حيث الاصرار على البقاء الا تلك المقولة المنسوبة الى الفيلسوف نيتشة وهي كل ما لا يقتلني يقويني ! فأحيانا يصبح الألم درعا فالغريق لا يخاف البلل، ونحن في عالمنا العربي سواء كنا مجتمعات او افرادا أحْصينا اعوامنا وأيامنا بتلك النصال التي غطّت المسامات كلها، لأننا عشنا ونعيش بين المطارق والسنادين، وبين غزو متوحش واستبداد لا يقل توحّشا لهذا كان المتوقع منا ان نتلقح بأمصال باسلة ضد كل أذى جديد سواء كان من ذوي القربى او الاباعد، لكن ما حدث هو خلاف ذلك، فالمناعة هشّة، وتكرار اللدغ من الجحور ذاتها مستمر . ويكفي الحديث عن الدّعشنة فهي ليست طارئة، لكنها حملت اسماء اخرى، ومن لم يقرأ تاريخ التعذيب على الاقل ما كتبه هادي العلوي فهو يستحق ان نحسده على ذلك، لأنه لم يضطر الى التقيؤ عدة مرات وهو يقرأ عن التنكيل السادي بالانسان وهناك حالات نعفّ عن ذكرها لعلّ من يهمه الامر يحاول معرفتها بطريقته تكسّرت النصال على النصال، والموتى لا يتألمون تماما كالشاة التي تسلخ بعد الذبح، لكن من تبقى فيه شيء من الحياة ولم يُصَب بوباء التّمسَحة يبكي دما بعد جفاف قناة الدمع، وان كان هناك زكام من طراز آخر غير الذي ينسب الى الدجاج قد اصاب البشر، فلا يشمون رائحة الدخان المتصاعد من جسد رضيع احرق حيّا، وحين استغاث بأهله كانت النار قد بدأت تلتهم لحمهم ! انه زكام سياسي وتاريخي يصحبه عمى من طراز آخر هو عمى المصائر لا الأبصار . عالم يوضحه لنا ابو الطيب هو ان النصال التي تكسرت على النصال هي من غزاة وذوي قربى وكأن قدرنا هو تكرار ما حصل لامرىء القيس وذريّته !! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة