لا يستطيع نتنياهو الهرب من حجم جريمة احراق عائلة في بيتها.. في قريتها.. وفي وطنها فلسطين، بالقول: انها فعلة ارهابية! فهذا الارهاب، الذي وصل الى حرق الدار بأهلها، ليس حالة فردية تستوجب البحث الامني والتنديد الاعلامي وانما هي نتيجة طبيعية لنهب الوطن الفلسطيني، واقامة مستوطنات على ارضه، وتحريض قطعان متعصبة جاءت بالروح ذاتها التي جاء بها الفرنجة الصليبيون لتخليص الاماكن المقدسة المسيحية، ولاستيطان فلسطين، واقامة ممالك اوروبية عليها من مملكة القدس الى امارة الكرك الى دلتا مصر!.
الارهاب الاسرائيلي الذي اعترف به نتنياهو في قرية دوما، هو الارهاب ذاته لداعش والنصرة.. وهو المادة الدعائية الصهيونية اليومية التي تبرر بها اسرائيل احتلالها العسكري، واستيطانها على ارض الفلسطينيين، وحتى لا ننسى فان هذا الارهاب الصهيوني طال اغتيال موفد السلام كونت بيرنادوت الذي سقط في القدس قبل قيام الدولة.. وهو المكان ذاته الذي سقط فيه رئيس وزراء اسرائيل الذي حاول اقامة «حالة سلام» مع الشعب الفلسطيني!
لا يمكن للحركة الصهيونية التي تربي في نفوس اليهود كل هذا الحجم من الحقد، والقتل، واحتقار الآخر ان تشير بأصبعها على اثنين او ثلاثة من قطعان الاستيطان: وتقول: انهم ارهابيون، وهذا ارهاب!! فهذا الارهاب هو معتقد ديني وقومي، وهو يتكئ على ماضِ دموي يهتز رأس اليهودي قاري، المشناه وهو يترنح طرباً، بإبسلوا كل نفس حية (في اريحا) حتى الحمير والبقر!! او يتكئ على هجرة تقوم على اغتصاب ارض الآخرين.. واقامة دولة اليهود عليها..
العائلة الفلسطينية التي أُحرقت حيّة في بيتها بدوما الخليل، هي مسؤولية الأمن الاسرائيلي، وهو الأمن ذاته الذي يحمي المستوطنات في ارض الفلسطينيين، ونراهن ان القضاء الاسرائيلي سيحاكم القتلة على انهم مواطنون اسرائيليون، «أخذوا القانون بأيديهم».
فقانون الدولة يرسم خططاً أخرى للخلاص من الفلسطينيين غير الحريق، ونراهن ان الحاكم الاداري لن يأمر بهدم بيوت الارهابيين الاسرائيليين كما يفعل مع ضاربي الحجارة الفلسطينيين!
مسرحية التنديد بالارهاب، لا تقنع احداً، وحين تردد واشنطن ولندن وباريس الكلمات الاسرائيلية ذاتها، في استنكار احراق العائلة الفلسطينية، فانها في الوقت ذاته لا ترفض الاحتلال، ولا ترفض الاستيطان رفضاً حقيقياً، ولا ترقض التفظيع بالفلسطينيين!
ولماذا تفعل غير ذلك.. وهناك عرب لا يسألون، او انهم يمارسون على ابناء وطهم ما تمارسه حكومة اسرائيل مع الفلسطينيين؟!
الراي