في الاخبار..تعتزم اللجنة الوزارية الاسرائيلية للتشريعات اخذ قرار بدعم اقتراح مشروع قانون للانتخابات يمس احتمالات وصول نواب عرب للكنيست..و يشترط مشروع القانون هذا قيام المرشح العربي اثبات انه لم و لن يدعم الكفاح المسلح ضد الكيان الاسرائيلي...
والمشروع للقانون هذا مقدم من عضو الكنيست (شارون غال)من حزب (اسرائيل بيتنا)..وجاء هذا المشروع بعد مشاركة اعضاء عرب في الكنيست في اسطول الحرية الهادف لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. وصاحب ذلك هجوم سياسي على النواب العرب في الكنيست من عضو حزب الليكود النائب(اروين حزان) :اكد فيها على حق كل يهودي في اسرائيل الكامنة قائلا للفلسطينين :مُرحب بكم ان ترحلوا عن ارض اسرائيل التي هي للشعب اليهودي :نحن اليهود هنا لنبقى..!
الفكرة الاسرائيلية هذه قديمة جديدة هدفها الابعاد وبما امكن من وصول العرب الى مقاعد الكنيست وقد اصبح هذا الهدف واجبا في الانتخابات الاخيرة بعد ان شكل العرب كتلة واحدة بعيدا عن التكتلات الحزبية الاسرائيلية وبعكس ما كان يجري في الانتخابات السابقة.
لتذكير الاسرائيليين..
قبل 11 عاما قام روني كاسرلز وهو كاتب وباحث جنوب إفريقي مشهور بزيارة ألاراضي الفلسطينية المحتلة عامي 67و48 ولقائه ياسر عرفات في مبنى المقاطعة المدمر..كشف بعد هذه الزيارة التي استمرت عدة أسابيع أن هاتين الدولتين (اسرائيل وجنوب افريقيا) هما كيانان إستعماريان وإستيطانيان أنشئا على أساس الاغتصاب الشرس لأرض وحقوق السكان الأصليين.. سياسة واحدة تقوم على العنصرية العرقية في إدعاء اليهود في إسرائيل، والبيض في جنوب إفريقيا بحقهم في المواطنة حصريا وإحتكار الحقوق القانونية في ملكية الأرض والعقار والأعمال التجارية والوصول الحصري للمرافق التعليمية والصحية والاجتماعية والرياضية والثقافية والمعاشات والخدمات البلدية على حساب السكان الأصليين العرب الفلسطينيين والسود في جنوب إفريقيا واحتكار القوات العسكرية والأجهزة الأمنية وامتيازات التنمية البشرية والاقتصادية على قياس خطوط التفوق العرقي كما أن
القوانين في كلا البلدين مصممة بهدف حماية النقاء العنصري.
ويقارن كاسرلز المناطق المغلقة بجنوب إفريقيا والأراضي الفلسطينية المحتلة فقال: لقد مثلت البانتوستانات نحو 13% من مساحة جنوب إفريقيا في حين يقدر أن ما يزيد على ثلث الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 تضم الكتل الإستيطانية ومنظومة الشبكة الأمنية الإسرائيلية بطرقها المخصصة للإسرائيليين فقط ، يعني أن الضفة الغربية وقطاع غزة التي كانت تشكل 22%من فلسطين أصبحت الآن 12% ليس غير.
كما يقارن كاسيرلز ما بين المستوطنين «الهولنديين» الأوائل في جنوب إفريقيا وما يسمون بالأفريكانز والإسرائيليين.. فالأفريكانز استخدموا الكتاب المقدس وبالتحديد «العهد القديم»..والبندقية لإقامة القلاع المحصنة مثل المهاجرين اليهود ومعظمهم أوروبيون الذين زعموا وفق (العهد القديم) أيضاً أنهم شعب الله المختار للقيام بمهمة (تحضير) البراري متجاهلين كدح الشعب الفلسطيني عبر آلاف السنين لتصبح أرضه تدر لبناً وعسلاً قبل أكثر من أربعة آلاف عام وحتى الآن.
ولتأكيد تطابق نظامي الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وإسرائيل يقتبس كاسرلز من (صحيفة راند ديلي ميل 23-11-1961) قبل حوالي خمسين عاما كلمات لافتة لشخصية جنوب إفريقية إنه ليس نيلسون منديلا وإنما مهندس نظام الفصل العنصري رئيس الوزراء الدكتور «هندرك فيرورد»قال: (لقد أخذ اليهود فلسطين من العرب وسموها إسرائيل بعد أن عاش العرب فيها ألاف السنين.. إن إسرائيل مثل جنوب إفريقيا دولة فصل عنصري أخرى)... كلاهما سعتا لدفع الفلسطينيين والسود نحو طريق الشعوب البائدة من الحقب الاستعمارية، لم ولن يسمح شعب جنوب إفريقيا والشعب العربي الفلسطيني لهذا المصير بالحدوث، شمس الحرية مرت على جنوب إفريقيا وستمر قريبا على فلسطين.. وآخر الليل نهار!؟
الرأي