يتضح يوما بعد يوم، تفجيرا بعد تفجير، ان اصحاب ما يسمى عقلية المؤامرة ليسوا متآمرين على «الواقعيين» ،الواقع «زفت» والشوارع الى النجاة مغلقة.يتضح -ايضاً- ان اطرافا عدة شاركت في ما سمي الربيع العربي او الديمقراطية المعلبة من دون التدقيق في مصدر المعلبات واين صنعت ومدى مطابقتها للمواصفات العربية. كما اتضح ان اطرافا اخرى تورطت دون علم وقصد في هذا الزلزال الذي هز وما زال يهز الامة العربية كيانا ودولا ومجتمعات.
لقد كان عنوان الزلزال في البداية "الربيع" لكن، وبعد اربع سنوات ثبت انه الصيف الساخن وحرائق تشتعل لتحرق الاخضر واليابس والهدف خريف لا ندري الى متى يستمر، خمس ،عشر ،عشرين سنة . لا احد يعلم الا هؤلاء الذين خططوا لتجريد الامة من اللحم واللُحمة وترْكها هيكلا عظمياً ملقى على قارعة التاريخ.
اما عنوان المؤامرة واداتها فهو «داعش» المتفرع عن «القاعدة « و»النصرة» المتفرعة -ايضا- عن القاعدة وبقية الفروع الشيطانية المغطاة بما سمي الاسلام السياسي .ومن ابرز من تورطوا في مقولة الاسلام السياسي نظام الحكم في تركيا وعلى رأسه رجب طيب اردوغان الذي تم التمهيد له ليصعد الى القمة مرتديا احيانا العمامة السلطانية ومرة جلباب اسلافه العثمانيين من دون ان يضمن ماذا بعد القمة ومن اوصل الاسلاميين الى حكم تركيا الاتاتوركية وانهى حكم العسكر الذي استمر اكثر من سبعين سنة؟.
يقول البعض، انها « "الديمقراطية" لكن الواقع يقول: انها المؤامرة والصعود الى اسفل . انها سياسة قشرة الموز التي تنسي حلاوته مخاطر التزحلق بقشوره .وها هي تركيا بدأت اولى خطوات التزحلق بقشرة داعش!!.
كانت انقرة وتحديدا مطارها، وربما لا تزال ،معبرا لارهابيي داعش القادمين من مختلف انحاء العالم وبخاصة اولئك المغرر بهم من دول اوروبا واميركا .ولم تتحرك واشنطن او لندن وباريس بِجدٍ لمنع تركيا من استقبال الارهابيين بدعوى السيادة واحترام حقوق الانسان بالرغم من معرفة تلك العواصم ان هؤلاء ذاهبون الى «دولة داعش الاسلامية «. واستمرأت حكومة انقرة الدور نكاية بالانظمة العربية وربما انتقاما من العرب الذين حرروا انفسهم وبلادهم من اربعة قرون من الوصاية ان لم نقل الاحتلال التركي بغض النظر عن المسميات .
وها هو «داعش» يضرب تركيا ضربة مزدوجة من خلال التفجير الانتحاري الذي اودى بحياة اكثر من ثلاثين شخصاً في بلدة سروج الكردية الحدودية وتحديداً في المركز الثقافي بالبلدة حيث يُعقد اجتماع موسع بهدف اعادة اعمار المناطق الكردية التي تضررت جراء المعارك التي خاضها الاكراد مع «داعش».
تكشف المرحلة الحالية خيوطا جديدة من خيوط المؤامرة التي حيكت للامة العربية والاسلامية في دهاليز الصهيونية العالمية وصنيعتها المسيحية اليهودية ممثلة بالكنسية الـ «نيو انجليكانية» ومنها آل بوش وكونداليزا رايس و اوباما وبلير واغلب قادة الغرب الحاليين.
لقد استبدل هؤلاء العدو السوفييتي الشيوعي بعدو صنعوه بأنفسهم وسموه العدو الاسلامي .هم من صنع القاعدة في افغانستان وذهب من هم على بعد رصاصة من القدس لـ»الجهاد» مع الاميركان، وتركوا جبال الخليل والجليل والجولان الى جبال تورا بورا!
ايها «الثوار» ،اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين احق بثورتكم .اعداؤكم الثيران الصهاينة يقتلون ويحرقون ويخططون لهدم الاقصى.
يا سيد اردوغان ترجل عن صهوة غرورك، القدس أمامك، العدو بيّن والتآمر على العرب بيّن!!
الدستور