حتى لو كان مقعد سيارة الرئيس موصولا بجهاز التكييف,حتى لو أنه لا يحتاج لمنديل من قماش أو ورق ليجفف به عرق يديه,وجبهته,حتى لو أن ربطة عنقه الحريرية لن تحول دون تغلغُل نسمات أجهزة التكييف مرورا بقبّة قميصه مُحكمة الإغلاق بِزِرٍ عنيد.
حتى لو.
حتى لو...
فلا بد وأن تناهى لسمعه أن نارا استعرت بهند "ألميري مانكا جَمنا" مما يدعوها لأن تَبُخ بحمم لهيبها نحونا نحن أبناء البحر الأبيض المتوسط,والتين,والزيتون,والعنب!.
يقول المتنبئ الجوي أن اللهب الهندي الذي سيصلنا يوم غد السبت,ممتطيا صهوة مرتفع جوي قاس,سيضعنا على خط مواجهة مع نار يفوق حرها الأربعين من الدرجات المؤية...ألغريب أن راصدنا الجوي ربما تجاهل ان يُطلق اسما على هذا المرتفع أسوة بالعواصف الثلجية مثل جنى,هدى,بشرى,فأرجو ألا يُغضب هذا المرتفع الهندي فيقوم بالثأر من كل الراصدين ويقرر الإقامة بيننا طوال آب القادم!.
للرئيس الذي لا بد وأن سمع بغضبة الطقس الهندية أقول:لقد تجمدنا وتجمدت الطرقات معنا خلال جنى وأخواتها,لكننا سنذوب خلال هذا المرتفع ابن القارة الهندية الذي لا يحمل اسما وسيذوب معنا إسفِلت الشوارع,وكاوتشوك عجلات العربات,أسلاك الكهرباء سيصيبها الإرتخاء ولا تعود تقوى على رفع الأحمال,ومواقع عمل كثيرة كثير غير مخدومة بأجهزة التكييف ولا حتى مراوح السقف ستتحول إلى أفران!,ومرضى الكلى ما أكثرهم مثلهم مثل مرضى القلب,فما رأيك بعطلة طارئة تُقلّل بها من إصابات وإيذاء متوقع,وتُقلّل بها أيضاً من إستهلاك الكهرباء,والبنزين,والديزل في مكاتب مؤسساتكم,وخزانات العربات التي ستنقلكم جيئة وذهابا لتشعرونا بأنكم فقط تعملون؟!.