تموز,اّب,بداية أيلول, تشهد المملكة الاردنية و بالأخص منطقة العاصمة عمّان ازدحاماً مرورياً خانقاً وفوضى سير مزعجة تغضب مواطنيها في كثير من الأحيان , و تَغصبُهم على الخروج عن أطوارهم و أدبهم الاعتيادي الوجود,مما تصل الأمور في نهاية المطاف الى تشابك الأيدي و ممارسة العديد من الإيماءات الجسدية البعيدة كل البعد عن الأدب و الأخلاق , و انتقاء ألفاظ و شتائم غريبة عجيبة معظمها نسمعها لأول مرة في حياتنا, لا مراعاةً للسنّ ولا للجنس و لا للتربية المهذّبة الأصيلة, فلا يبقى لديك إلا الشعور بالذهول و الإحباط لرؤية ما نراه و لسماعنا ما لا يسرّ البال والخاطر بالفعل.
دعونا نتوقف عند بعض من الأسباب و التي يمكننا وصفها بالمحفّزات المؤدية الى تنشيط تلك الشوارع لدرجة مبالغ بها قليلاً ,مثلاً , تتواجد لدينا كأردنيين فكرة امتلاك كل فرد لسيارته الخاصة به كنوع من البريستيج , بل العديد منهم يقوموا بشراء مركبات فوق طاقاتهم وعن طريق القروض البنكية, السلوكيات الخاطئة لدى السائقين و نقص الثقافة المرورية لديهم متمثلة بالاصطفافات الخاطئة المؤدية الى إغلاق الشوارع ,و كلّ يعتقد بأن الشارع ملكه ,فتراه يتنزّه في تلك الطرق على مهل و بالمسار الذي يروق له, هذه الظاهرة بالتحديد يحق لي بأن ألقّبها بأزمة الأخلاق لا أزمة السير,تدفق المغتربين تدفقاً ملحوظاً على المملكة و بالأخص من دول الخليج العربي و الشام , و لوحظ هذا التدفق بعد وقوع الأحداث و تفاقم أزمات البلاد المحيطة أمنياً , فأصبحنا نحن خيارهم الوحيد في المنطقة للترفيه و التنفيس عن أنفسهم و قضاء العطل و الاجازات المدرسية و غيرها, و لن ننسى تقصير الحكومة و أمانة عمان في هذه القضية, كضيق الشوارع الرئيسية و تواجد المشاكل المستمرة في تأسيسها و البنى التحتية لها ,بالاضافة الى رؤيتهم في معظم الأحيان بأن الحل الأمثل و النموذجي لمثل هذه الصعوبات هي زيادة عدد الاشارات الضوئية والتي غالباً ما تكن بغير مكانها السليم , مما تؤدي الى تفاقم الازدحام ما بين المركبات و اشتعاظ غضب السائقين و استفزازهم جراء انتظارهم مدة طويلة وسط أجواء صيف ملتهب,و بنهاية المطاف وللأسف, يقع هاكل اولئك المستنزفين جسدياً من الإرهاق و التعب و الحرّ على شرطي السير المسؤول عن تنظيم شارع أو دّوار تلك المنطقة. فلنواجه أنفسنا و حكومتنا قليلاً و نضع أرجلنا على الأرض, و لنتيقن بأن من المستحيل التخلص من أزمات المرور المزعجة، إلا بإيجاد مشروع جدي و مثمر كامتلاكنا لأسطول نقل عام متمثل بتواجد سكك حديدية صغيرة وباصات سريعة التردد مبرمجة على الوقوف خلال ساعات معينة من النهار, أقلها تتشكل لدى المواطنين فكرة التخلص من مركباتهم القديمة و الغير اللازمة ,أو الاستغناء عن بعض مركبات العائلة, و بالتالي توفيرهم الكثير من الجهد و المال و الوقت البدل الضائع والذي من المفترض استغلاله بأمور تنفعنا لا مكانك قف.
فلنكن صريحين و لنواجه حقيقة تواجد الأزمات و المشاكل المرورية في عما ن , و بصراحة أكثر كانت لا تطاق البتة ابتداءاً من الشهر الماضي الى يومنا هذا, واني لأطالب الحكومة كمواطنة أردنية مقيمة في العاصمة بأن تقترح مشروعاً طَموحاً على أراضينا و شوارعنا و تقوم فعلا بتنفيذه لا لتوقيفه في منتصف الطريق, فنحن نتحمل تلك الأزمات و ساعات الانتظار في سبيل
تطوير و تشجيع السياحة في بلدنا واستقطاب أكبر عدد من السائحين و المغتربين,أنا معكم, لكن
أين يذهب مدخول تلك الأزمات اذن؟