في السلط السلالم تعني اكثر من الادراج التي تساعدك على الوصول الى كامل مساحة الجبال والتلال للمدينة الاكثر ونساً ورحابة بين جاراتها..
في السلط السلالم منطقة مثل الحارة والوادي ونقب الدبور.. واذا ما خطر ببالك ان تزورها فعليك ان تستعد الى صعود الجبال وتدرك انك ستكون بعيدا عن الحفر...
الجبال تناظر الجبال والاودية تتلاقى وتتحد في واد شعيب الذي يهرول نحو البحيرة الاشد ملوحة بعد ان يروي بساتين التين والعنب والرمان التي تصطف على جنباته قبل ان يقابل بساتين الليمون على موازاة سطح البحر.
عفوية الاهالي وجمال ضحكاتهم واحساسهم العميق بالمكان واعتزازهم بتاريخه ومعالمه وساكنيه اكسب كل واحد منهم استعدادا فريدا لان يحدثك بلهجة ومفردات وروح ابيش منها فهم ابناء ارض كانت "عمان" عاصمة البلاد ضاحية من ضواحيها ومنطقة من مناطقها النائية البعيدة.
في كل مرة ادخل فيها السلط اشعر باني في مكان االفه واحب اهله وكبرياءهم... اليوم كنا على موعد مع سالتوس "السلط" ونخبة من اهلها في امسية فيها من الحكمة والحب والورع الوطني.
ما ان انتهت فقرات حفل اشهار الجمعية الحقوقية حتى وجدنا انفسنا في احد بيوت السلط التي تشع دفئا وخلقا وكرما وبصحبة نخبة من خيرة ابنائها نتذاكر هموم الوطن ونستعرض الاشراقات والاخفاقات بحب واهتمام وامانة شاكرين حماية المولى ومتمتمين بالتعويذة التي اصبح يتلوها المقيمون والقادمون والعابرون واللاجئون على حد سواء..
حديث السلالم اليوم كان صادقا ودافئا وقريبا من الواقع من غير تكلف او تنظير او مزاودة فالجميع يعرف الجميع والعديد من الحضور خبروا المسؤولية وعرفوا المسافة الواقعة بين السرايا والقرايا..
تحية للسلط واهلها الذين كانوا وسيبقون مٍدَاداً لا ينفد لكتابة السطور المشرقة في سفر انجاز مجتمعنا.