بذات الحماسة التي بدأ بها وزير التربية والتعليم اعادة الاعتبار للنظام التعليمي والمسيرة التعليمية في وزارة التربية والتعليم، كانت خارطة الطريق الاصلاحية التربوية تجد لها مكاناً وتربةً خصبه في تربية لواء ماركا في محافظة العاصمة، فبثت واطلقت روح التجديد لمدارسها على طريق التقدم والتنمية والإبداع، لتكون المديرية مشروعاً ونموذجاً للنجاح والتميز.
وللحق أنَ الكثير لم يتوقع في بداية العام الدراسي 2015/2016 ان المديرية التي شهدت اخفاقات عبر سنوات وسجلت السنوات الماضية انتكاسة في التعليم ووضعت الكثير من مدارسها على قوائم المدارس التي لم ينجح فيها احد في امتحان الثانوية العامة ستشهد نتائج لافته في امتحان الثانوية العامة للدورة الصيفية 2015 وتفوقاً وتميزاً مسجلة المركز الاول في اربعة فروع من فروع الثانوية العامة ومؤكدةً عبر مسيرة عمل متواصله أنها ستكون حدثاً ذا ديمومة واستمرار مبدع.
والرحلة المباركة لبناء المنظومة التعليمية في لواء ماركا كانت طويلة وشاقة، راكمت فيها الادارة التربوية والمشرفون على العمل من مديرها واقسامها الاشرافية الفنية والادارية ومدراء مدارسها ومعلميها الجهود حتى تحقق التميز و الإنجازات الكبيرة والملموسة، برغم الظروف التي يمر بها النظام التعليمي، وهنا يظهر دور الإدارة في التغلب على الأزمات المتلاحقة، وتحويل هذه الأزمات إلى تحدياتٍ وفرصٍ للإنجاز. ويسجل هنا المتابعة الحثيثة من مدير التربية والتعليم الذي قام بما يقترب من اربعمائة زيارة ميدانية للمتابعة والتوجيه لمدارس المديرية ساهمت بمسيرة الانجاز المسجل.
وبالتوازي مع ذلك، كانت الزيارات الميدانية للادارة وبرامج التدريب تسير بوتيرة عالية. كما عقدت سلسلة من البرامج التدريبية المتخصصة في الادارة التعليمية للارتقاء بمستوى العاملين مما انعكس ايجاباً على كل مناحي العمل.
كما نجحت من خلال الفعاليات المهنية الموجهة للقيادات الإدارية في الإسهام بدور فاعل في إثراء الفكر الإداري نظريًا وممارسة وتطبيقًا، وتسليط الضوء على المشكلات الإدارية بجميع القطاعات الإنتاجية والخدمية وتشخيص أسبابها وآليات مواجهتها ومقترحات حلها، وذلك من خلال النقاش الفكري والعلمي المُمنهج، فضلاً عن رصد التطورات في المجالات المختلفة للفكر الإداري، وتحقيق تبادل الخبرات والتجارب الناجحة من خلال إشراك القيادات الإدارية ومتخذي القرار الإداري.
وهنا نستذكر رواية أحد الحكماء عن أن الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل اجمعها وابن بها سلماً لكي تصل إلى النجاح، فالواجب أن يُعرف واقع النجاح في الحياة، فليس الفشل مرة واحدة يعني انتهاء الأمر، بل الاستفادة من الفشل للحذر والتعلم منه في المستقبل، وهذا ما تحقق في مديرية تربية لواء ماركا التي صنعت نجاحاً مشهوداً في ظل اكانتيات متواضعه ولكن بسهر وحرص ادارة واعية وخبيرة ومثابرة.