لا أدري ما العلاقة بين «السروال» والسياسة هذه الأيام...كلما شاركت دولة أوروبية بحرب بشكل مباشر او غير مباشر خرج بعض مواطنيها وخلعوا «بلايزهم» و»سراويلهم» في الشارع وتظاهروا عراة ، وكلما تم توقيع اتفاقية ما مع دولة ما..خرج بعض الناشطين وخلعوا سراويلهم في الشارع وتظاهروا عراة ..وكلما أقر قانون جديد ينزع حقوقا من فئة او يعطي حقوقا لفئة ...خلعوا «سراويلهم» ونزلوا الى الشارع «ع الجنط» عراة ...حتى أصبح الشارع «غرفة قياس» كبيرة للقرارات السياسية.
أثناء زيارة أوباما الى كينيا عقد العزم اكثر من 500 ناشط في احد الاحزاب الكينية لاستقبال الرئيس الأمريكي عراة تماما رجالاً ونساء لا يكسوهم شيء سوى «الخواتم» بأصابعهم فقط ، محتجّين على مصادقة اوباما على زواج المثليين في امريكا...وبرر بعض المشاركين في «الخلع» ان قرار «التعرّي» هذا فقط ليبرهنوا للرئيس باراك الفرق بين الرجل والمرأة...»ع اساس انه الأخ مش عارف»!!!...طيب اطلقوا اللحى والشوارب في ذلك اليوم سيعرف الفرق بين الذكر والأنثى من خلال النصف الأعلى، ليس بالضرورة ان تعطوا الرجل درس تشريحي حتى يحصل على البرهان القاطع .
نحن العرب «أعقل الشعوب» على وجه الأرض وأحكمها..باحثون عن «السِتر» حتى في «عزّ» حرّ التحالفات، لا نخلع صمتنا حتى في «بانيو» المكاشفة الذاتية بيننا وبين أنفسنا ..ثم من جانب آخر ماذا تفيد «تقليعة» قلع الأواعي هذه؟؟...تخيلوا لو اننا نفعل كما تفعل الشعوب الأخرى...كنا سنتعرى احتجاجاً على موقف أمريكا في حرب غزّة 2014، كنا سنتعرى احتجاجاً على موقف امريكا مما يجري في العراق..كنا سنتعرى احتجاجاً عل ضمان التفوق العسكري لإسرائيل على الدول العربية ، كنا سنتعرى احتجاجا على إعطاء الضوء الأخضر لبناء المستوطنات، كنا سنتعرى على اقتحام اليهود المسجد الأقصى على مرأى ومسمع العالم العربي والإسلامي كله ..كنا سنتعرى احتجاجاً على التدخل الامريكي في الشؤون والسيادة العربية ...كنا سنتعرى احتجاجاً على توقيع الاتفاق النووي مع ايران وادارة ظهرها للعرب...هل عرفتم كم كنا سنتعرى!!...
باختصار نحن امة حروب وفتن داخلية وخارجية وصراعات مذهبية واقليمية لن تنتهي ما حيينا...اذا بقينا نحتج بخلع السروايل كلما فقد وطن او اجتزىء منه اقليم او محافظة ..سنتحول الى 300مليون طرزان ناطق باللغة العربية.
الراي