مشهد أكوام الزبالة في «ست الدنيا» بيروت، وعجز مجلس الوزراء عن الاجتماع، وعجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس للجمهورية.. يضعنا أمام السؤال التالي:
- هل المقصود من تحالف سوريا وإيران وحزب الله والجنرال عون، هو إبقاء لبنان دون دولة؟. وتحويل مشكلة مطامر الزبالة إلى مصدر مقزّز من مصادر إنهاك الكيان السياسي اللبناني، وتحويل الشعب إلى أكوام من الخوف والرعب، الذي يصدره حزب المقاومة والممانعة في فرض سطوة هو غير قادر على تحويلها إلى سلطة شرعية، أو نصف شرعية أو ثلث شرعية كما كان يتحدث عن الثلث المعطل؟!.
- والمتابع «للنفوذ» الإيراني في العراق يجد أن هناك ضغطا مستمرا عليه لكي لا يكون له دولة، تضم الشيعة والسُنّة والعرب والأكراد والايزيديين والآشوريين، والاكتفاء من العراق العظيم بـ«البيت الشيعي» وبـ«الحشد الشعبي الشيعي» وبجيش يقولون انه جيش العراق، لكنه الجيش المطلوب منه أن ينهزم دون قتال عن الموصل والرمادي والفلوجة وبقية المحافظات.
- وفي سوريا أيضاً، يبشّر بشّارها، بأن الجيش غير قادر لأنه يفتقد الجنود، وبأن الحلّ السياسي لا معنى له، وبأنه من المتوقع أن تتخلى الدولة عن بعض الأراضي وتنسحب منها، لتدافع عن مواقع أهم.. ويبشر بشّارها بأن سوريا للذين يدافعون عنها.. أي أنها ليست للسوريين!.
- وفي اليمن كذلك، يسيطر علي عبدالله صالح والحوثيون المتحالفون مع إيران على كل اليمن من صعدة إلى عدن، لكنهم برغبتهم الثورية الحرّة، لا يشكلون حكومة تدير البلاد بدل الحكومة التي انقلبوا عليها. لأن المطلوب منهم أن لا تكون اليمن دولة. وأن يتفكك مجتمعها إلى أكثر من التفتت القبلي، والتفتت المذهبي والتفتت الحزبي. وتعود إلى ما قبل الزراعة والرعي.. إلى أناس يتحاربون، ويرفضون أي هدنة تيسر لهم اطعام ملايين اليمنيين!!.
طهران تريد امبراطورية فيها غنم، لا هوية لهم ولا كيان سياسي، ولا ارادة، ولا أي مؤشر حضاري، فيكون حكمها غير مكلف، بلا حاجة إلى جيوش، أو احتلال!!.
وهذا، كما نرى، ما ارادته القاعدة في العراق وسوريا.. ثم جاءت داعش متفوقة على المخطط الاذلالي الإيراني وأعلنت: دولة العراق والشام.. فداعش، كما يبدو، أكثر رحمة بالعرب من «آيات الله» وصنائعهم!.
الرأي