"القمامة" .. فضيحة أخرى تعصف بلبنان!محمد خروب
29-07-2015 04:30 AM
وكأن لبنان في حاجة الى «فضيحة» جديدة لتضاف إلى سجل الفضائح والأزمات التي تعصف به, بعد أن وصلت الأمور فيه إلى طريق الانسداد على أكثر من صعيد ,سواء في الفراغ الدستوري الذي تكاد حلقاته أن تغلق بعد مرور (431) يوماً على شغور المنصب الرئاسي وتعطّل جلسات مجلس النواب بسبب غياب النصاب القانوني وفي ظل تلويح تمام سلام، رئيس الحكومة بالاستقالة في ضوء التجاذبات السياسية بين افرقائه والتراشق الإعلامي بينهم ناهيك عن التمترس الطائفي والمذهبي الذي وصل ذروته نتيجة للتناقضات الحادة بين أبرز مكوناته وبخاصة بين تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري وحزب الله، كذلك بين فريقي8 و14 آذار في اكثر من ملف وفي مقدمتها التعيينات في قيادة الجيش والاسلاك الامنية الاخرى, وهي تناقضات متفاقمة جراء الأوضاع الإقليمية المتفجرة وخيارات الطرفين المتباعدة في شأن كيفية «حماية» لبنان و»شعوبه» من تداعياتها وانعكاساتها على الأوضاع الأمنية وخصوصاً الاقتصادية والاجتماعية الهشة في ذلك البلد الذي لا يكاد يخرج من أزمة – وإن بحلول غير جذرية بل تجميلية وفي افضل الظروف ترحيلها إلى وقت آخر أو حكومة أخرى – حتى يقع في أزمة أعمق تحمل في طياتها فضائح من وزن ثقيل يكشف (ضمن أمور أخرى) حجم الفساد وتناقض المصالح بين نخبه السياسية والحزبية المستندة، على الدوام، إلى بُعد طائفي ومذهبي بغيض، ناهيك عن «تسييس» كل ملف واحالته إلى أصوله المناطقية والجهوية وتلك الخاضعة لنفوذ هذا الزعيم الاقطاعي أو ذلك الاقتصادي أو ولاءاتها الطائفية والمذهبية على نحو بدت فيه أزمة «جبال الزبالة» التي استقرت في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية وكأنها غير قابلة للحل , بعد أن طغت حسابات المحاصصة ومصالح الزعامات السياسية والعائلية التقليدية على حساب المصالح الوطنية العليا، لأن كل «زعيم» أغلق منطقته أمام أطنان القمامة التي ألقاها البيروتيون في الشوارع وقام آخرون باشعال النار فيها، تحوّلت فيه أحياء المدينة الأشهر في المنطقة، إلى جحيم من الدخان الأسود والروائح الكريهة والمخاطر الصحية العديدة.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة