التسوية الغائبة عن العرب وايران
ماهر ابو طير
29-07-2015 04:12 AM
يهرول وزراء خارجية غربيون الى طهران، بعد الاتفاق النووي، فهذا أوان تحسين العلاقات مع ايران، والعين تقدح مسبقا، مليارات ايران للحصول على حصة منها.
ايران اعادت التموضع، في العالم، وبعد الاتفاق، يبدو واضحا ان اوروبا والولايات المتحدة ودول اخرى، تريد حصتها من التجارة الايرانية، والعطاءات، واعادة تحسين البنى التحتية، وهذه مليارات يقدرها خبراء بأرقام فلكية تصل الى مئتي مليار احيانا، هذا فوق المليارات التي سوف تتكدس لاحقا، جراء بيع النفط والتجارة.
ترك الغرب، العرب وسط هذا المشهد، وهاهي ايران، تصعد ضد دول عربية مثل السعودية والبحرين، وتبرق بالرسائل التصعيدية، وهي مرتاحة، فقد اعادت التموضع غربيا، وهذا العالم الاخر، لا يهمه من يذهب فرق حسابات في هذه الحالة، وكل ما يهمه الاستفادة من رفع العقوبات عن ايران لانعاش اقتصادياتها.
هذا على الصعيد الاقتصادي، لكن الجانب السياسي لا يغيب، والارجح اننا سنعرف الفترة المقبلة اذا ما كانت هناك تسوية سرية بشأن نفوذ ايران في العراق وسورية واليمن ودول اخرى، لكننا نرجح اليوم، ان يتم ترك مساحات واسعة لايران في سياقات الضغط ايضا على دول عربية ثرية، لاستنزاف اموالها، في عطاءات عسكرية، وفي بيع الاسلحة، فالاوان هو لقطف ثمرة ايران والعرب معا، عبر اثارة الحدة بين الطرفين، وبحيث يبدو العالم هو حاجز منع الصدمات، فيما كل هذه المليارات تصب في جيوب العالم.
المؤسف هنا ان ايران واغلب الدول العربية تتورط في هذه الثنائية، فلا ايران مستعدة لتسوية حساباتها العربية، واعادة تشكيل الاقليم بتوافق مع العرب بمعزل عن الاطماع والتهديدات، ولا العرب قادرين على ذات التسوية، ولربما المخرج الوحيد للطرفين، ان يهزم احدهما الاخر، لان ارضية التسويات غير متوفرة نهائيا.
هذا يعني اننا سنشهد الفترة المقبلة، محاولات متعددة لتسوية هذا الصراع بوسائل اخرى، ولا يمكن ان نقول هنا ان الاقليم، دخل في طور سكون او تهدئة، بل على العكس، اذ ان الاتفاق النووي من جهة، ومؤشرات التصعيد بين العرب وايران، وتسابق الغرب نحو طهران، كلها مؤشرات تقول اننا ننتظر فترة صعبة، ستسعى فيها كل القوى الى حسم هذه المكاسرة خصوصا ونحن مازلنا في ذروة الابتهاج الدولي بهكذا اتفاق.
مؤسف جدا، ان لا يتذكر الجميع، ان ايران والعرب وحتى تركيا جزء من اقليم واحد، وها نحن امام فصل جديد من تجدد الصراع.
الدستور