يقتحم المستوطنون الحرم القدسي وعلى رأسهم وزير اسرائيلي، ويدخلون المسجد الاقصى، بأحذيتهم، برفقة جنود الاحتلال، ويعتدون على المصلين الامنين في الاقصى، في فعلة، ليست الاولى من نوعها، بل باتت تتكرر بشكل متواصل.
لايعلم كثيرون ان الاسرائيليين يدخلون الى الاقصى يوميا ضمن ترتيب محدد، على اساس تقاسم زمني بات واضحا، في توطئة للتقاسم المكاني، واسرائيل ذاتها لايهمها رد فعل مليار عربي ومسلم، فهي ترى كيف تم تدمير كل دول الجوار لفلسطين المحتلة، حتى غابت قضية فلسطين عن الجميع، عنوانا وهما والما، في هذا الزمن!
كيف يمكن السكوت على ماتفعله اسرائيل في الحرم القدسي، وهل تكفي البيانات المنددة هنا، بهذه الافعال، التي لاتتوقف، وهل يمكن ان ترد علينا اسرائيل فقط، بقولها انها تقدم بوادر حسن نية، ابرزها وفقا لمنطوقهم السماح للفلسطينيين بالصلاة في جمع رمضان بأعداد كبيرة؟!.
لا تكفي الاتصالات الدبلوماسية والسياسية هنا، لوقف اسرائيل عند حدودها، فهذه الاتصالات قد تحل مشكلة هنا او هناك، لكن ينبغي منع اسرائيل كليا عن اهانة المسجد الاقصى عن طريق السياسات تارة وعن طريق المستوطنين تارة اخرى.
المسجد الاقصى يتعرض في السنين الاخيرة الى ماهو اخطر، اي محاولة التقسيم المكاني، وفي مخططات الاسرائيليين، هدم قبة الصخرة، واقامة هيكل سليمان مكانها، والارجح اننا سوف نصحو ذات يوم على فاجعة الهدم، بحيث يتم ربطها بمتطرف اسرائيلي، وبحيث تتبرأ منها الحكومة الاسرائيلية، باعتبار ان الفاعل هنا ليس رسميا!.
لا بد من موقف واضح، موقف يتجاوز حدود البيانات والكلام والمظاهرات والاتصالات، لان اي عبث بالاقصى او بالحرم القدسي، امر لايمكن قبوله، وهنا نسأل عن دور الدول العربية والاسلامية التي تتفرج على المشهد باعتبار ان الامر لايعنيها ابدا.
الاقصى مهدد. كلام قيل للمرة المليون، حتى بات عاديا، ومعه كل سوار الاقصى الاجتماعي الذي يتم اغراقه بالمشاكل والديون والمخدرات والضرائب والسجون والمضايقات، فوق سرقة الارض وبناء المستوطنات، والكلام عن القدس بات كلاما عابرا، عند كثيرين، فلايهمهم الامر بأي شكل من الاشكال، خصوصا، في السنين الاخيرة.
الدستور