اطلبوا الموت ولو في الصين
رؤيا البسام
13-05-2008 03:00 AM
ها قد غابت شمس أردنية مليئة بالمحبة وغاب نجم سطع في سماء الصين، كان وقف على أطلال سورها العظيم بانتظار الموت هناك، ذهب يبدل قلبه لكنه لم يبدل ولائه يوما، وكأنى بجسده العربي يرفض ان يحمل بداخله إلا قلبا أردنيا، وهكذا مات علاء وتوقف قلبه وتوقف قلمه وسأتوقف عن الكتابة إكراما له إلى الأبد.
كان أخي علاء أو المهاجر يقسو على ما اكتب وكنت أجده قسوته قسوة الأخ الذي يتمنى لي المزيد من النجاح والتقدم. ولما رايت نجمات الفجر تبكي صباح أمس قررت ان اكتب وللمرة الأخيرة عنك ايها المهاجر بلا عودة ولن يخط قلمي بعد ما اكتبه لعلاء أي حرف والله على ما أقول شهيد.
عزيزي علاء
ها أنا اليوم بعد موتك، أربت على كتف ذاكرتنا المستباحة والمتخمة بحزن قلبك الذي لم تقدر على فراقه فلحقت به. ذاكرتنا المليئة بحب الوطن والخوف على ترابه وقطرات مياهه ونسمات هوائه.
وها أنا أيها المهاجر إلى الله اعلم ان قبرك الذي سيحتضنك تحت أجنحة التراب، سيكون مليء بالرحمة والمحبة واعلم أيها الصديق الذي لم يكن بيننا ولا حرف واحد ان الدموع كثيرة والأعين التي تبكيك لا تحصى لكنك مهما بكينا فأنت غير موجود.. أنت ميت لذا..
لا عليك..... لانك قد تحرّرت أخيراً من سلاسل جسد عقيم، كنت طريد روحك المحتبسة خلف قضبانه مذ أبصرت شقاء وجودك في دنيا الموت الصّاخب هذه.
أيها الصديق الذي لا أعرف . فاجأني موتك كما لم يفاجئك ، كنت تعلم أنك سترحل عاجلاً أم آجلاً لكن ان تطلب الموت في الصين فهذا هو الذي فاجأك واخذ منا مشاعرنا وبللها بالدموع .
هذا الموت الذي قهر الجبابرة والأبطال، جعلك صديقه ورفيقه إلى الصين وهو الذي القي أسلحته في أشد ما يكون حاجة إليها، وسلمك أمره وترك لك الخيار في أي مكان تريد الموت فطلبته بالصين .
إلى كل من يتعثّر بصرهم بهذه الكلمات الحزينة : استحلفكم بالله أن تدعوا له وأن تسألوا الله له المغفرة والرّحمة ، وأن تقرأوا الفاتحة على روحه الطّاهرة .
ملاحظة: كنت بدات اكتب في عمون وانا الان انهي في عمون نفسها.
royaalbassam@yahoo.com