facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




علاء الطراونه .. الشجاعة التي تودي بصاحبها


نبيل غيشان
13-05-2008 03:00 AM

كان آخر اتصال بيننا قبل 48 ساعة من دخوله غرفة العمليات, فقد بعث لي ايميلاً ردا على رسالة تضامنية معه ومديح قلته في مقالاته التي كان ينشرها على موقع "عمون" الالكتروني, وكتبت له بعدها رسالة وهو في غرفة العمليات على أمل ان يخرج ويقرأها لكنه لم يفعل وهذه إرادة الله.

ثمة معارف او أصدقاء او زملاء او أقرباء يأتون ويخرجون من ملعب الحياة من دون ان يتركوا أثرا, لكن زميلنا علاء الطراونه (ابو فارس) لم يكن من تلك النوعية بل كان شابا مرهف الحس وصحافيا متميزا رغم خجله الدائم, كان يركض وراء الخبر رغم قلبه الضعيف المتعب الذي خانه عدة مرات واضطر الى الاحتيال عليه وانتزاع فرصة جديدة لمواصلة مشوار الحياة فكانت الشبكات المعدنية هي الحل المؤقت.

وعندما غادر الوطن بحثا عن فرصة عمل أفضل كان قلبه دائما له بالمرصاد, لكنه هذه المرة قرر ان يحاول قهر المرض ومنع القلب من ممارسة الخيانة بصاحبه, كان قرارا شجاعا للتشبث بالحياة, فالعيش أمامه مشوار خطر والقلب قد يعلن وقوفه و"حرده" في اية لحظة وعلى اية ناصية او شارع وبعد كتابة أي خبر او اختيار اية صورة او عنوان, لكن علاء رفض التسليم بالأمر الواقع وقرر المجازفة (اجعل مع دعائك بعضا من القطران) لان الحياة تستحق التضحية حتى لو كانت بحجم الحياة ذاتها.

ذهب علاء الى بكين ليس طلبا للعلم بل بحثا عن قلب صيني حنون قادر على مده بالحياة ليستبدل به قلبه الاردني المتعب عل بلاد الغربة تكون احن عليه من وطنه وقد وجد قلبا لكنه لم يكن قابلا للحياة.

قبل سنتين سمعني علاء أدندن بالهجيني (دن القلم وابيض القرطاس...) فترك قسمه وجاء يطلب القصيدة التي كتبها المرحوم صالح المجالي, لعل علاء كان وقتها في حالة عشق, وظل كلما صادفني بالممر يبادرني ببيت جديد من الهجيني الذي لا يعرفه الا العشاق.

كان يعشق الحياة ومهنة الصحافة التي دخلها مخالفا تخصصه في الحاسوب, خفيض الصوت هادئ الطباع, لم تصدر منه إساءة لأحد كان خجولا لكنه محبوبا من زملائه الذين افتقدوه عندما غادر للعمل في صحيفة الشرق القطرية, غاب عنا سنتين لكنه كان دائم الاتصال مع زملائه ويتابع أخبارهم ويتفاعل معهم بالانترنت والهاتف ويطمئنهم على صحته ويعلن تمسكه بالحياة حتى اخر لحظة.

رحل علاء ولم يترك فرصة للوداع, لأنه سئم الحياة تحت الخطر فقرر ان يستجيب لتحذيرات الأطباء, قلب جديد قد يرفع الخطر الداهم لكنه ذهب الى اجله بكل شجاعة, فالحياة تستحق المغامرة.

رحمك الله أيها الصديق الطيب فقد خسرتك الحياة وكم من رجال شجعان أودت بهم شجاعتهم.
العرب اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :