خلال فترة قصيرة نسبياً حققت داعش نجاحات مدهشة في كل من سوريا والعراق، واثارت خيال الكثيرين مما أدى إلى اجتذاب عدة آلاف من المتطوعين من 80 دولة، وانضمام عدد من التنظيمات الإرهابية في مصر وليبيا وتونس واليمن إلى داعش ومبايعة رئيسها.
هذا الإنجاز ما كان ممكناً لولا الدعم الخارجي القوي، فمن المستحيل أن تصمد (دولة) أمام جيوش نظامية وغارات جوية متلاحقة مع أنها لا تملك مصانع للسلاح والذخائر، أو سلاح جو، أو صواريخ مضادة للطائرات، أو مصادر التموين الضرورية.
داعش صمدت وتوسعت نتيجة للدعم الذي تمتعت به، فقد كانت دول عربية معروفة تقدم لها المال والسلاح، وكانت تركيا تفتح حدودها للمجاهدين وتستورد منهم البترول وتصدر لهم كل ما يلزمهم.
في هذه الظروف اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأن القضاء على داعش صعب، وأن الحرب على داعش سوف تستمر لسنوات عديدة، وأن الحملة الراهنة لا تستهدف القضاء على داعش بل إضعافها واحتواؤها.
هذه الأوضاع انقلبت رأساً على عقب بعد توقيع معاهدة فينا مع إيران فقامت أميركا بمراجعة سياسـتها تجاه تنظيم الدولة على ضوء الواقع الجديد، وتغير الهدف فأصبح القضاء على داعش ربما قبل نهاية هذه السنة.
بموجب هذه السياسة الجديدة التقى مسؤولون أميركيون كبار بقادة أكثر من دولة عربية، وضغطت أميركا لوضع حد للدعم بالمال والسلاح، كما طلبت من تركيا إغلاق حدودها في وجه داعش.
أميركا قادرة على الضغط وتحقيق النتائج المطلوبة، فقد توقف الدعم العربي لداعش، وأغلقت الحدود التركية، وأرسلت تركيا سلاحها الجوي لضرب داعش، وسمحت لأميركا باستخدام قاعدة انجرليك الجوية لانطلاق الطائرات الأميركية منها لضرب داعش. ولم تكن أميركا بحاجة لتحريض إيران على التدخل المباشر في الحرب على داعش فلديها دوافعها الخاصة.
الانقلاب الأميركي على داعش غيـّر المعطيات التي كانت تسمح لداعش بالبقاء والصمود وجعلها في حكم المنتهية، فالقضاء عليها صار في متناول اليد، وستكون المؤشرات الأولية التي تثبت هذه التوقعات هزيمة داعش المنتظرة في الانبار خلال أسابيع، واسترداد الجيش السوري لمدينة تدمر خلال أيام والبقية تأتي.
داعش في طريقها للانهيار عاجلاً لا آجلاً.
الرأي