السخط و الامتعاض بدا واضحا عند اعلان مشروع الشرق الاوسط الجديد. هذا المشروع اخذ يطبق خلال السنين الماضية دون كلل او ملل. التطبيق لم يكن هذه المرة بايدي امريكية رغم اسهامها في انجاحه من خلال احتلال العراق. فالعراب المستتر وراء هذا المشروع هو ايران باجندات الهيمنة السياسية التي تحملها للمنطقة.
استغلت ايران الاحتلال الاهوج للعراق ناشرة نفوذها في كل انحائه. علم العراق و كل رموزه بدات تتاكل بخطى ممنهجة تقوم بها التيارات الايرانية. الامر ذهب ابعد من ذلك حيث بات تقرير مصير عراق(العروبة) يتحدد بالتفاوض مع ايران. المخطط الايراني لشرق اوسط جديد لم يتوقف عند العراق بل اخذ ينموا محاولا اكتساح فاسطين و لبنان. بالنسبة لفلسطين فحدث و لا حرج. انقلاب عسكري لحماس يقسم اراضي السلطة المشرذمة الى قسمين. الدور الايراني في دعم هذا النقلاب ماليا و سياسيا يسطع وضوحا. اما ما نتج عن الانقلاب فشرذمة للقضية الفلسطينية و اضعاف لموقف سلطتها التفاوضي و لا ندري فقد نجد بعد فترة ايران تفاوض و تقايض على فلسطين.
لبنان من ناحيته يتعرض لتدمير ممنهج يسنهدف مؤسساته السياسية و الاقتصادية. فاسلحة حزب الله باتت تستخدم في حصار بيروت بدلا من قصف المستوطنات. ان الانقلاب الكامل لسياسة حزب الله من المقاومة العسكرية الى الهيمنة السياسية و التي سبقتها عليها حماس يمثل انكشافا لحقيقة ولاءات الحزب. فيبدو و للاسف ان النصر الذي تحقق على اسرائيل و افرح الشارع العربي لا يتعدى كونه اثبات هيمنة ايرانية على الشرق الاوسط.
حتى الاردن الذي ينفرد بالامن و الاستقرار في حقل الغام لم يسلم من امواج التوسع الايراني. استذكار ما قامت به حماس من تهريب اسلحة عبر الحدود الاردنية خير مثال على ذلك. اما الجدل الذي اثير وقتها عن غاية استعمال الاسلحة فقد اجابت عنه حماس باحتلالها لقطاع غزة و قتلها لاخوتها في الوطن و الدين. هنا لا يسع المتتبع للاحداث الا توجيه الشكر و التقدير لنشامى الوطن الذين لا يانون عملا دؤوبا لحفظ استقرار الاردن و امنه.
حقيقة الامر ان المنطقة متجهة فعلا الى التجديد. المهم هنا هو تحديد مهندس المشروع و بذل الطاقات لكبح جماح توسعه. فاذا كانت اسرائيل تعلنها من الفرات الى النيل فغيرها يبطنها من النيل الى اقصى الخليج.