سيدي أبا الحسين المفدى حفظك الله وأدام ملكك ونضرع إلى الله أن يديم عليك الصحة والحيوية والعنفوان.
سيدي
في كل يوم تشرف فيه ربعا من ربوع الوطن الغالي. هذا الوطن الذي تشرأب جباله وبواديه كل يوم لعناقك. ويدفعك في ذلك حبك لذرات ترابه وإيمانك برعيتك وحنوك عليها. وفي كل زياراتك المتواصلة التي لا تعرف الكلل والملل كنت دائما القدوة الحسنة في حمل معاول البناء والعمل. وقدوة حسنة لكل راع وكل مسؤول في الوقوف مباشرة على هموم الوطن وتلمس حاجات الرعية. وبعد كل زيارة لمحافظة أو تجمع قرى أو بادية أو ثغر، تسري كلماتك هناك كنفحات تعيد الأمل بالمستقبل وتشحذ توجيهاتك الهمم من أجل مواصلة البناء واستئناف العطاء.
وقبل أن تغادر بالسلامة ذلك الربع تكون قد وضعت إصبعك على الجروح بل وبدأت بتضميدها. فتأتي توجيهاتك بإقامة المشاريع الإقتصادية والإنسانية كالبلسم على الجرح. لأنها ستؤدي إلى التغلب على معظم المشاكل المختلفة من فقر وبطالة إذا نفذت بالشكل الذي تراه بصيرتك وبالزخم الذي يشحن من عزيمتك.
وكواحد من أبناء محافظة عجلون الأبية، خاصرة الأردن وربيعه الدائم، والتي انحفر عشق الوطن على سيقان سنديانها وغار في صخور جبالها والتي ما عرفت عبر تاريخها إلا الإنتماء للأردن ولقيادته الهاشمية، أتطلع كما يتطلع كل أبنائها المخلصين بفارغ الصبر إلى زيارة جلالتكم السامية لهذا الربع الأشم. نتوق أن نراكم بيننا لتستشعروا جلالتكم أولا وعن قرب عمق انتماءنا للأردن ومطلق إيماننا بحكمتكم وولاءنا لعرشكم المفدى.
ولتتلمسوا ثانيا عظم الإمكانات الكامنة في هذه البقعة الأبية والتي لا تحتاج إلا لبصيرتكم الثاقبة وتوجيهاتكم السامية من أجل استغلال تلك الإمكانات بإقامة مشاريع تنموية تلائم جغرافيتها وتحافظ على جمالها. فعزة نفس أبناء عجلون يا سيدي غطت على الفقر الذي يجثم على صدور معظم أهلها حيث تدل الإحصاءات على أنها أفقر محافظة في المملكة. وغطت خضرة عجلون يا سيدي وشموخ جبالها على الإهمال المزمن والصدود الذي واجهته من بعض المسؤولين وحتى من أبنائها. فحجم البطالة بين الشباب مرتفع ومشاكل القطاع الزراعي في تفاقم مستمر بسبب شح الأمطار والهجرة إلى المدينة مستفحلة وتزداد كل يوم بسبب نقص الخدمات ونقص مراكز العمل.
ولهذا فإن زيارتكم ل"عجلون" كما هو الحال لباقي المحافظات أصبحت الأمل لأهلها لأنهم يعرفون أنها ستشكل انطلاقة إلى مستقبل مشرق. فلسان حال كل أهل عجلون يقول لجلالتكم مرحبا بكم يا سيدي في أرض الشموخ. حللتم أهلا ووطئتم سهلا. ومع إيماننا بالمثل القائل التالي للغالي إلا أن أبناء عجلون يتمنون لقاء جلالتكم اليوم قبل الغد.