صفحة "مؤازري باسم عوض الله" رائعة جداً. لا يمكنكَ أنْ تُضيِّعَ متعةَ تصفَُحها. الصفحة تبشيريّة، برجلٍ جديد، وعهدٍ مختلف. لا تذهبوا بعيداً. الصفحة تخلو من جملةٍ سياسية واحدة، لكنَّ أهميتها في وجود أردنيين يؤمنون أنّ عوض الله يِمثِّلُ الحلَّ في انعدام الحلولِ. نشرَ مؤازرٌ مُتحمِّسٌ صورةً تلفزيونية للدكتور عوض الله، وفوقها عبارة "رجل المرحلة المقبلة".
ثمَّة مَنْ يرى ذلك في الأردن. طبعاً عوض الله نفسه مؤمنٌ بأنّ مفتاحَ الباب المغلق في جيبه، ويُمكن ملاحظة ذلك بسهولة في صفحته العامة على الفيسبوك. ولا بأسَ في ذلك، ولعلنا نراه قريباً رئيس وزراء مُكلّف بانقاذ البلاد، إذْ لا فرصةَ لاختبار كلام الرجل وقوته الدعائية، إلا إذا أصبحَ رئيساً للحكومة، ونحن نُريدُ عنباً، وشكراً للناطور.
لا أعرفُ رجلاً للمرحلة، ولم يكن اختيار رؤوساء الوزارات في الأردن، بناءً على الرجال، أو على المراحل. إنّه يقوم أساساً على معايير قبلية ومناطقية وأمنية، وهذه لا تخدمُ عوض الله. فهو ليسَ ابن عشيرة نافذة. ولا يمثلُ محافظةً تقف رأسَ طابورٍ في انتظار دورها في رئاسة الوزراء. الدكتور متعلّم جيداً، يفهمُ في موضوعه، بمعنى أنّ لديه موضوعاً، غير "تطبيقاً لرؤية فلان" و "بأمرٍ من علّان". وكان جزءاً من الحكم ودوائره الضيقة لسنواتٍ طويلة، ثُمَّ انه مواطنٌ أردنيٌّ، وإذا كان لديه مشروعٌ لإنقاذنا، فهذا أهمُّ من العشائرية والمناطقية، ومن تقديرات الأمن أيضاً.
قطعاً، الدكتور عوض الله "ليسَ رجل المرحلة المقبلة". ومعظم المتداولين كذلك...
لن نخسرَ من التجربة. فليأتِ عوض الله رئيساً للوزراء. لئلا يفوتنا أن نُسجّل في تاريخ الأردن أن ليبراليَاً ترأسَ حكومة. وقد جرّبنا رئيساً للوزراء مُتمرِّساً في لُعبة "الهَنْد"، وكان "فرّاراً" عندما كان الياكيم روبنشتاين يسرقُ مياهنا في مفاوضات وادي عربة. كان الرئيسُ ينتظرُ الجوكر، فعذره معه.
عوض الله يُعلنُ عن نفسه دائماً كــ"ليبراليّ". وأنا أريدُ هذه المدرسة في الادارة والسياسة، فقد جربنا المُرَّ مع غيرها، وبات يحقُّ لنا أنْ نتوقعَ منها مرارةً أقل. ذلك فيه كثيرٌ من "القمرة والربيع" لجهة وقف تغوّل الأمني على السياسيّ، وسيادة القانون، ورفع سويّة التعليم، واصلاح القطاع العام، وما إلى ذلك من أحلام، وعناوين كبيرة، تصلحُ لكتابة التحليلات في الإعلام الرسمي، وعباقرته الذين سيتحولون ليبراليين فوراً، لمواكبة الدكتور، وتمرير المرحلة، بكثيرٍ من النشاط الاجتماعي في عشاءات المزارع، والجاهات.
مع عوض الله تَكُونُ لدينا الفرصة في سلطة تنفيذية ليبرالية. وتلكَ نعمةٌ ما بعدها نعمة. لا تسألوا: كيف تكون الحكومة ليبرالية، فيما القوانين والذهنيّات والمؤسسات من عهد الربابة، ولا تسألوا عن استقلال السلطة التنفيذية، حينما يكون على رأسها ليبراليٌّ، فما "المسؤول أَعْلَمُ من السائل"..