تخوّف العرب من سياسة اوباما الايرانية، وشعورهم بالقلق والتخوف ازاءها، يضع تقييمهم للادارة الاميركية في طريقين كلاهما مضلل:
- الطريق الاول: ان الرئيس الاميركي يمكن ان يكون بلطجياً في يد النفط العربي لأن اميركا لا تعيش الا على هذا النفط، وهذا معتقد فاسد لا يقوم على فهم سياسة دولة كالولايات المتحدة.
- الطريق الثاني: ان ادارة الرئيس الاميركي غير ملتزمة بالاحلاف القديمة، وان مصالحها غير ثابتة وانتهازية ولا اخلاقية!! وهذا معتقد قبلي لا علاقة له بالدولة وسياساتها ومصالحها، ولعل حربا بوش الأب والابن على العراق تركا انطباعاً غير واقعي للأسباب الحقيقية التي املت الحرب والاحتلال وتدمير دولة العراق.
فالنفط العربي وغير العربي هو فعلاً سلاح مؤثر في السياسة الدولية، لكنه سلاح ليس في يد دولة المنبع، وانما هو في يد المنتج، والمسوّق، والناقل والسوق الدولي، وقد استطاع سلاح العقوبات وضع سلاح النفط في يد القوة او القوى العظمى، والدليل حصار العراق، وحصار ايران قبل عام 1952 ايام مصدّق وبعد عام 1993.
والاخلاق والوفاء في العلاقات الدولية فميكافيلي يختصر النقاش بقوله: الحاكم العاقل لا يعرف الوفاء حين يتسبب في خسارة مصلحته، وحين تنتهي الاسباب التي دعته للارتباط بوعده.. ولن تعوز الحاكم بعد ذلك الاعذار لتبرير ذلك ويختصر هتلر النقاش ايضاً بقوله في كفاحي: «اني لا اعترف بقانون اخلاقي في مسائل السياسة، فالسياسة لعبة يُسمح فيها بكل انواع الحيل». اما تشرشل فله قصة طريفة حين كان يزور احدى المقابر، اذ قرأ على احد القبور: هنا يرقد السياسي العظيم والرجل الصادق وعلّق باندهاش: هذه اول مرة ارى مدفونيْن في قبر واحد.
ولعل اكبر خديعة في التاريخ الحديث خديعة الانجليز للحسين بن علي الذي ثار على التخلف العثماني، وتحالف مع الدول الاوروبية بمراسلات رسمية واضحة انتهت بعد الحرب بمعاهدة سايكس-بيكو، واقتسام الاقاليم العربية «المستقلة» والاطاحة بالمملكة السورية باحتلال عسكري غير بعيد عن احتلال العراق.
اليقين القومي هو العاصم الوحيد من الوقوع في حبائل القوى الاجنبية، فالقومية تعريفاً هي: معرفة القوم بأنفسهم، واعتماد الأمة على نفسها، ووقتها حين نصل الى اليقين القومي ليس من المهم توقيع اوباما وخامئني على معاهدة، او عدم توقيعها، فالداخل الى السوق يشتري بقدر ما في جيبه من الدنانير.
الرأي