الآن بيروت ومن قبل ومن بعد العديد والعديد من الضحايا الأبرياء ممن تحصدهم آلة القتل والتدمير والظلم، فما ذنب الأبرياء ولماذا يدفعون الثمن دائما؟
صور فظيعة ومؤلمة نشاهدها كل لحظة مع العدوان على الأبرياء والعزل والذين لا تعني حياتهم شيئا للمعتدي الاثم المتغطرس الليئم، ومهما حاولت الكلمات والصور التعبير عن نهابة الأبرياء، فان المصاب اكبر من أي توضيح وشرح وتفصيل.
الآن بيروت وغدا من ؟ والآن ومع السؤال عن قيمة الضحايا، هل نسامح أنفسنا جميعا كبشر عما يحدث بصمت وغفلة واستهانة بالضحايا الأبرياء ؟
لنفترض جدلا انه تم القضاء على حزب الله وحماس و الأحزاب والحركات الإرهابية وحتى الإجهاز على جميع قنوات الاتصال والتواصل بين الجهات ذات العلاقة بما يسمى الإرهاب، هل ستنتهي المشاكل ويعيش العالم بسلام ؟ انه سؤال ساذج؛ لان الحقيقة المجردة تفيد بان المصالح وراء الاعتداء على البشرية هدفه واضح: السيطرة والتحكم مهما كانت هوية الخصم، لذا من يملك القوة يتلذذ في الاعتداء على حياة الأبرياء، ولنتذكر مع ما يجري في لبنان الضحايا الأبرياء للحرب الأهلية ولصبرا وشاتيلا ولنتذكر معا طبيعة وهوية الضحية القادمة من الأبرياء في الشرق الاوسط ؟
الغريب تماما أن مجمل الضحايا الأبرياء تكون من الفقراء والمساكين فيما " ينفد " غير الفئة المذكورة من القتل والحصار والدمار، فهل قدر " الغلابى " دائما القهر والموت والاعتداء ؟
سيمر الطغاة مسرعين مع الزمن وسيكتب التاريخ ما اقترفوه من صنوف العذاب للبشر والأعمال الوحشية تجاه الشعوب، فهل سيظل من يتذكر انه في فترة من الفترات سقطت الضحايا وماتت تحت الأنقاض وأغمضت أعينها باكية من القهر والألم وشهقت ألفاظها الأخيرة مع الخوف ولهيب النيران ؟
الآن ماذا من " رخص " حياة الإنسان وسهولة إيجاد مبرر لحصاد الأرواح وتحت جميع أنواع المسميات ومن خلال القنوات التلفزيونية والفضائية والانترنت وخطوط التآمر الإعلامي والسيطرة على عقل المتابع لقصف البشرية دون أدنى انفعال وحرج أو حتى ضيق، فهل يمكن تصور ما يحدث كفيلم إثارة طويل يمكن أن تنتهي أحداثه وفق تعليمات المخرج ؟
يمكن إعادة الأعمار والبناء، ولكن ما ليس بالامكان أعادته هي اللحظات الصعبة لفقدان الضحايا الأبرياء لمعنى حياتهم وعذابهم وصبرهم ومعاناتهم وانتظارهم الموت عند عتبة الدار أو على قارعة الطريق ومع الأجساد الطرية البريئة والتي تتوزع أشلائها ويصعب لمها من فرط الانفجار ؟
ليس للضحايا الأبرياء سوى الله، ليس لهم سوى الله ! .
fawazyan@hotmail.co.uk