استثناءات قبول طلبة الجامعات الأردنية .. بين الحقائق والإشاعات
د. عبدالكريم القضاة
21-07-2015 07:38 PM
الاشاعات حول عدد الطلبة المقبولين استثناء في الجامعات الأردنية الرسمية لاتقل عن 70%.هذه الاشاعات المثيرة، حركت الرأي العام باتجاه معرفة الحقيقة،لابل أثارت تساؤلات عن عدالتها، وتوزيعها، وشموليتها، وحتى تمييزها بين ابناء الشعب الواحد، في برنامج تلفزيوني مثير شاركت به شخصيا، وبوجود عدد من الطلبة، أثار بعض الطلبة الموضوع باتهامية وتشكيك في عدالته وجدواه.
في الرجوع الى الاستثناءات، فهي تتكون من المجموعات التالية:
المجموعة الأولى: القبول اسثثناء على البرنامج الموازي: ان معدل نسبة القبول على هذا المحور هي 25%، وتتراوح بين الجامعات من 47% في جامعة العلوم والتكنولوجيا الى حوالي 6% في جامعة الطفيلة. ليس من السهل وصف هذا النوع من القبول على انه استثناء بالمعنى الحرفي، لأنه نوع من أنواع رفع الرسوم الجامعية، وهي لصالح الطلبة ذوي المستوى الاقتصادي الجيد أي الأغنياء، اما الطالب الفقير اينما كان، فهو لايستفيد من هذا النوع من الاستثناءات، اذا اعتبرناه أصلا استثناء.
المجموعة الثانية: تتكون هذه المجموعة من القبول استثناء على: 1. مكرمة الجيش والأجهزة الأمنية، 2. اوائل الالوية والمحافظات، 3. مكرمة المعلمين، 4. اوائل المدارس، 5. مكرمة المخيمات، 6. ابناء الشهداء 7. ذوو الاعاقة.
كل هذه الاستثناءات مجتمعة تشكل حوالي 40% من عدد المقبولين، ولكن العدد الحقيقي للمقبولين على هذه الاستثناءات هو فقط 15.3%.هنا يبرز السؤال، لماذا هذا الفرق؟. الجواب، ان كل من يحصل على مقعد من خلال معدل تنافسي من هذه المجموعات السبع، يتحول مقعد الاستثناء تلقائيا الى تنافس.لابل ان مجموع المقبولين على هذه الاستثناءات كافة انخفض الى حوالي 9 %، عام 2012/ 2013.
لقد كانت هذه الحقيقة صادمة لأعضاء مجلس التعليم العالي السابق. وأثارت نقاشا حاداعن السبب في عدم اعلانها بصورة واضحة وجلية للمواطن، والتي وضح بعضها لاحقا، ومشكورا، وبعد تلك الاجتماعات الصعبة، الأمين العام للوزارة.
المجموعة الثالثة: وهي تتكون من ما يلي: 1. ابناء العاملين في الجامعات (2%)، 2. أبناء أعضاء هيئة التدريس، والتفوق الرياضي، والتفوق الفني، والدبلوماسيين وبعض الاستثناءات العديدة الأخرى قليلة العدد..، وهي في مجموعها محدودة ومتفاوتة في الجامعات، بالاضافة الى 5% للطلبة الاردنيين المغتربين الذين يتم توزيعهم تنافسيا.اما المقاعد المخصصة للطلبة الاردنيين الحاصلين على الشهادة الثانوية في أعوام سابقة فهي 5% وهذه النسبة بطبيعة الحال لا تعتبر استثناء لأنها جزء من عملية القبول.
المجموعة الرابعة:يخصص (10%) بحد أعلى من عدد الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة الاردنية المقبولون في الجامعات الاردنية لطلبة المكرمة الملكية السامية لأبناء العشائر في البادية والمدارس ذات الظروف الخاصة، في كل تخصص في كل جامعة..
تلخيصا، ان معظم المقاعد المخصصة استثناء على البرنامج العادي تتحول الى مقاعد تنافسية، ولا ننسى ان الحد الأدنى لمعدل القبول في التوجيهي في التخصصات المختلفة يضيف ضوابط صارمة أخرى على هذه الاستثناءات.أي أنه لا يمكن لطالب معدله أقل من 85 في التوجيهي العلمي أن يقبل في كلية الطب مهما كان الاستثناء الذي يمكن ان يستفيد منه،وقس على ذلك باقي التخصصات، وهذا يعني ان نسب الاستثناءات المذكورة اعلاه تتأثر انخفاضا بانخفاض المعدلات كما هو واضح في المجموعات الثانية والثالثة والرابعة أعلاه.أضف الى ذلك ان الاستثناءات المذكورة في المجموعات الأربع يستفيد منها كافة شرائح المجتمع.
ان معرفة العدد الحقيقي للطلبة المقبولين استثناء على مستوى الوطن،هو أقرب الى المستحيل حسب خبرتي المتواضعة، ولا أعرف السبب الحقيقي وراء عدم اعلانه في ضوء الحقائق أعلاه، هذا على افتراض ان أحدا يعرف هذه الأرقام من كل المجموعات الاربع.
هناك جهات تطالب بتخفيض أعدادالمقبولين استثناء، ونحن لانعرف النسبة الحقيقية لهذه الاستثناءات،ولانعرف حقيقة دوافع كل هذه الجهات، لكن ما نعرفه حسب الحقائق اعلاه، ان الرقم الحقيقي للاستثناءات أقل كثيرا من المعلن، ونعرف أن هذا الموضوع كان من الأسباب الحقيقية وراء اقالة بعض اعضاء مجلس التعليم العالي السابق، اضافة الى رفض بعضهم توقيت رفع معدلات القبول، ورفضهم كذلك الية تعيين رؤساء الجامعات، وما رافق ذلك من تجاوزات، وتناقضات، وتصريحات غير صحيحة،لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي كما جاء في بيان أعضاء المجلس المقال الذي نشر في جريدة الرأي، وأماكن أخرى.
استثناءات القبول في الجامعات بصيغ مختلفة، معمول بها في العالم، وخاصة لأبناء العسكريين، وأبناء المناطق الأقل شمولا بمشاريع التنمية، وهذه المعلومات متوفرة على الانترنت لمن يرغب في الاطلاع.
الرأي .