وزير الداخلية والدور المنتظر
شحاده أبو بقر
21-07-2015 02:50 PM
لا أعرف وزير الداخلية الجديد القديم سلامة حماد شخصيا, لكنني وكمواطن متابع، أرى ان لدى هذا الوزير رؤية واضحة للدور الوطني الذي يجب ان تنهض به وزارة الداخلية بالذات، في هذا الزمن العصيب الذي تجتازه المنطقة ونحن في الاردن ركن رئيس فيها، والاكثر تأثرا بمخرجات ما تفرز من سلبيات على وجه الخصوص، ليس منذ اليوم وانما منذ ولادة الدولة الاردنية ابتداء.
بصراحة لا تبغي غير مرضاته سبحانه، فلقد وافق الصواب من نصح وزكى حماد خلفا لطيب الذكر حسين المجالي، الذي ادى دورا امنيا وطنيا مقدرا وترك بصمات رائعة لا تنسى ولا يتنكر لها غير جاحد ناكر لعطاء وتضحيات الرجال، فله الشكر والثناء، ولحماد دعوات بالتوفيق والنجاح.
وبالمناسبة وفي ضوء ما نعتقد انه رؤية للوزير الجديد القديم، فان المملكة اليوم بامس حاجة الى اعادة احياء وتفعيل دور المحافظين كل في محافظته، باعتبار ان المحافظ هو الحاكم الاداري الذي يمثل جلالة الملك في محافظته، وهو وقادة الدوائر الحكومية في هذه المحافظة او تلك بمثابة الحكومة المحلية في كل محافظه، وعندما يكون الامر كذلك، فان مسؤوليات كبرى تنتظر منهم النهوض بها بمسؤولية وجدارة.
نتطلع لدور وطني ريادي للمحافظين على النحو الذي كان قبل ثلاثة عقود ونيف، عندما كان المواطنون في كل محافظة يعرفون وعن قرب شخوص محافظيهم، فالمحافظون ليسوا مجرد موظفين كبار على الاطلاق، وانما هم قادة في محافظاتهم، يعرفهم الناس جيدا ويتطلعون للقائهم وعرض همومهم امامهم ليتولوا نقلها الى المركز باهتمام وبمتابعه، وليس مطلوبا من الناس ان يذهبوا لمراجعة المحافظين، وانما هم من يذهبون الى الناس في مواقعهم، يتفقدون احوالهم ويشاركونهم افراحهم واتراحهم ويتبادلون معهم الراي والمشورة في كل ما يتصل بشؤونهم المحلية وهمومهم الوطنية كلها ايا كانت.
ادرك جيدا ان لاذنب للمحافظين الاجلاء في الحال القائم حاليا في ظل ما هو متوفرلهم من امكانات وصلاحيات،، وان منهم من يخدم ويغادر ولا يعرفه اصلا سوى قلة من الناس حيث خدم، لكنني ادرك في المقابل ان هذا الحال يجب اصلاحه، وان الدور الطبيعي الطليعي للمحافظ يجب ان يعود كما كان وافضل، ان كنا نعمل من اجل المصالح الوطنية العليا والدنيا على اختلاف مراتبها، فالمحافظون هم مرجعيات اساسية للدولة في محافظاتهم، وهم تاريخيا من يسهمون في صنع قيادات محلية كفؤة في محافظاتهم،وهم المطالبون بتصريف سائر الامور الادارية حيث يعملون، وهم المروجون الطبيعيون لسياسات الدولة وقراراتها العليا وكافة ما تتخذ من اجراءات، وهم لسان حال الحكومات في محافظاتهم، وهم المطالبون وهم الاجدر بتعزيز ثقة الناس بدولتهم وبنهج الحكم فيها، وهم اكثر من ذلك بكثير عندما يمنحون الصلاحية الكاملة وعندما يشعرون باهمية الدور المطلوب منهم.
ننتظر من معالي وزير الداخلية الملم بكل التفاصيل قطعا، والمؤهل كذلك لاتخاذ ما يلزم من اجراءات لاستعادة الدور الوطني المعهود الذي خبا كثيرا للمحافظين وسائر حلقات الحكم الاداري في بلدنا، وتلك مهمة جليلة اعرف وبالتاكيد ان معاليه مدرك لابعادها اكثر بكثير مني وغيري، ولست اشك ابدا في اهليته العالية للوفاء بها وبوطنية مسؤولة يعرفها الجميع، نتمنى له التوفيق ونطالب سائر رجال الدولة بالدعم، فالحكم الاداري الفاعل والمنتمي والمتحضر والمبدع، هو الطريق الصحيح لبناء اوطان قوية موحدة وذات حضور قوامه الانتماء والثقة الراسخة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم، والله من وراء القصد.