نبوءة أميركية: اختفاء دولٍ عربية !
صالح القلاب
21-07-2015 03:07 AM
هذا الكلام قيل أكثر من مرة خلال السنوات الأربع الماضية لكنه يأخذ أهميته هذه المرة لأن قائله هو المدير السابق لجهاز المخابرات المركزية الأميركية (C.I.A) فهو تنبأ و»فال الله ولا فاله» باختفاء دولتين عربيتين قريباً فالعراق حسب رأيه لم يعد موجوداً وسوريا ليست موجودة.. ولبنان دولة فاشلة والمرجح, كما قال, أن تكون ليبيا فاشلة أيضاً.
وفي هذا الاتجاه ذاته فإن صحيفة «الفيغارو» الفرنسية قد قالت أن اتفاقيات سايكس – بيكو لم تعد تعكس الواقع على الأرض وهي, أي الفيغارو, قد أشارت إلى أن هناك مشاريع دول قائمة لـ «داعش» والقاعدة وللأكراد وللسنة والشيعة والعلويين وحقيقة أن هناك مخاوف فعلية من أن يتكرس هذا الواقع المؤلم الذي قد يشمل دولاً أخرى في هذه المنطقة.
لقد قلنا أكثر من مرة, استناداً لما كان يدور بين من يُعتبرون «الآباء المؤسسون» للدولة الإسرائيلية, أنَّ هؤلاء اعتبروا أن الأمن الإستراتيجي لدولتهم لا يمكن توفيره لا بالصواريخ ولا بالطائرات ولا بالجيوش الجرارة ولا بالإعتماد على الغرب المُساند الذي هو صاحب فكرة «سايكس – بيكو» وتنفيذها وإنما بتمزيق هذه المنطقة العربية أكثر مما هي ممزقة ولكن هذه المرة على أساس مذهبي وطائفي وكي تبقى الدويلات الطائفية والمذهبية الطارئة تتذابح وتتقاتل في ما بينها إلى يوم القيامة.
إنَّ هذه التنبؤات والتوقعات ليست من قبيل ما يُعتبر «هذياناً» سياسياً فقبل ثلاثة أيام فقط, أي بعد توقيع اتفاقية النووي الإيرانية – الأميركية, لم يجد الولي الفقيه علي خامنئي ما يُطمئنْ به الإيرانيين بالنسبة لهذه الاتفاقية سوى التأكيد على استمرار تدخل بلاده السافر وبدوافع مذهبية وطائفية في العراق وسوريا واليمن والبحرين.
كان على مرشد الثورة الإيرانية ما دام أنه في النهاية وبالنتيجة قد استسلم للإرادة الغربية وإرادة الولايات المتحدة «الشيطان الأكبر» أن يبادر ويُطمْئن أشقاءه العرب, وبخاصة في العراق وسوريا واليمن والبحرين, بوضع حدٍّ لتدخل إيران في شؤون بلدانهم وأن يعلن أنه لا بد من فتح صفحة جديدة عنوانها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون لحماية هذه المنطقة من الأطماع الخارجية التي كانت قد تسربت إليها منذ نحو ستة وثلاثين عاماً عبر الصراعات الإيرانية – العربية التي ما كان يجب أن تكون وفي كل الأحوال.
ثم ألم يكن ضرورياً يا ترى أنْ يتمسك المفاوضون الإيرانيون بضرورة تفكيك القدرات النووية الإسرائيلية مقابل توقيعهم على هذه الاتفاقية التي وافقوا عليها.. أليس هذا أفضل كثيراً من قبول الغرب و»الشيطان الأكبر» بهذا التمدد الإيراني في المنطقة العربية الذي تحدث عنه علي خامنئي بـ «تفاخر» بعد ما وصف ما تم التوقيع عليه مع الأميركيين والأوروبيين بأنه «إنجاز تاريخي» !!
الرأي