يمتاز العيد غير أنه بيئة خصبة للمجاملة ، ومحاولة تحدّي لــ «زرط» البعض وتقبلهم مع نصف كيلو ليمون، فهو مناسبة اضطرارية لرفع المعنويات ايضاَ..
يعني خلال الزيارات التي يقوم بها الشخص الى «القائمة الموحدة» في اليومين الأولين للعيد سيتعرض لبعض المواقف التي لن تترك له مجالاً الا ان يخرج "جكّ" الكلام ويبدأ برفع المعنوية..
أبو محمد بعدك بالاراضي؟..فيرد بصوت خافت وحزين لا والله قاعدوني!...وهنا لا بد ان ترفع صوتك و«تحمي وجه الرجل» وتقول..بالله؟...صدقني من حظك ..والله احسن لك..! انت عندك خبرة بكل المحافظة ما في مثلها ... افتح لك مكتب عقاري بيع واشتري غير تقول وين باقي كل هالعمر؟...وبعد صليات المجاملة السريعة تلك لا بد ان يقول الرجل لمرافقيه وابنائه بثوان قليلة ...يا الله شباب مشينا؟.
في الزيارة الثانية...رامي بتخرج ع الصيفي؟..فيرد ابوه وهو مطأطىء الرأس..لا والله رامي ترك الجامعة...مش حاب القراية كلها...ولأن مدة وطبيعة الزيارة لا تحتمل النقاش واللوم فحتماً ستبارك خطوة رامي...علي الجيرة انه بيفهم!!..هيك هيك لأخت القراية! أنا وانت شو عملت لنا الشهادات..خليه ينطلق للحياة ...كمان رامي شخصيته ديناميكية و»فِتِح» ومحبوب ما شاء الله عليه ...يا الله شباب مشينا !!...
في بيت عودة الامزط ،الختيار ممدد يميل رأسه نحو القبلة ،يضع وسادتين تحت ظهره وباكيت محارم «القطة» على يمينه و"صحن شوربة" مركوب على طاولة الوسط...هنا تضطر لمعرفة القصة بطريقة مسالمة.. شو الحجي نعسان كأنه؟...فيرد ابنه البكر ..لا والله طلع من المدينة اول مبارح وبعده مش مصحصح..تسأله :خير؟..فيرد وهو يمسك بكرج القهوة..قلب مفتوح...مش العام زرناه كأنه عامل «شبكية»؟؟..يرد ابنه: مزبوط مثل هالوقت..واول العام قسطرة...في هذه اللحظات..لا بد ان تسحب «جك التمساح» اللغوي وترفع معنويات الختيار وذويه...بس بتعرف انه وجهه أحسن من أول؟..يقول الشاب ان شاء الله...لا جدّ..والله وجه صافي والحمد لله أحسن من العام وأول العام...كمان شو القلب المفتوح.. صار زي ما تقص أظفرك...بتتذكر أبو فؤاد عمل قلب مفتوح و بعد شهر تجوّز ...الله يرحمك يابو فؤاد ...يا الله شباب مشينا...
وتبقى على هذا الحال من بيت لبيت تعيد انتاج الاندهاش باختراع القصص، على طريقة الانجازات الحكومية...حيث تحول الاخفاق الى نجاحات لفظية ، والنكوص الى تقدم لغوي فقط من باب تمشية الوقت لا أكثر ..لنختمها ب «يا الله شباب مشينا»!.
من جانب آخر.. أنا شايف الوطن العربي مثل «عودة الامزط» كل ماله لورا...
الرأي