الواقفون على قمة الجبل .. لم يهبطوا من السماء
عريب الخطيب
18-07-2015 07:43 PM
من منا لا يحب النجاح، والحصول على أعلى درجاته سواء في تحقيق علامات ودرجات عالية أو تحقيق شهرة عريضة وواسعه ترضي غرورنا وكبرياءنا في المحيط الذي نعيشه... فكثير منا يؤمن بأن النجاح الحقيقي هو ذلك الشعور الذي ينبع من أعماقنا بتحقيق ما نصبو اليه من خير مما يترتب عليه زيادة في الثقه بأنفسنا وتنمية قدراتنا الكامنه داخلنا فتعكس سلوكا راقيا يلمسه من حولنا وبالتالي نبني عليه تلك السمعة الراقية من النجاح.
ولكنا نرى البعض ممن يحرمون أنفسهم من استخدام الخيارات المتوافرة لهم مثل بعض المواهب والقدرات والامكانات لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، مثل هؤلاء قابعون في مربع التعاسة والشقاء،، لذا نجد الناجح من يستخدم ما وهبه الله من عقل وتدبر وشخصيه وطاقة يستغلها في مناحي الحياة وبالذات النواحي الايجابية ليبني بها مستقبلا زاهيا راضيا بما يصل اليه،، يحرص على ما ينفعه مطورا عادات حميدة نافعة، فكما قال الشاعر: "ومن لم يذق مرَ التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته".
وبداية النجاح في أي أمر من أمور الحياة توفر الحماس لدى الفرد, ليخطو الخطوة الاولى من خلال تحديد الهدف المنشود تحقيقه وبالتالي التركيز على المضي قدما لتحقيق ذلك الهدف بعقلانية جيدة وتفكير واضح متوكلا على الله ليتغلب الفرد على عادات الفشل التي تؤدي به الى الوراء.
فالقوة بالتفكير بروية وثقة وبنفس مطمئنة أداة فعالة لتحسين الذات والسعي نحو النجاح,فالانسان الايجابي لا يجذب الا الايجابيين مثله فيبرز التجاوب والتقبل لبعضهم البعض لتشابه أهدافهم وسلوكهم والسلبي لا يجذب الا السلبيين امثاله,,, علينا أن نلون أعمالنا بألوان النجاح لانها تزيد في سعادتنا وقناعتنا وثقتنا بأنفسنا أن نجري ما نراه مناسبا من تغييرات لنحول الواقع الذي نعيشه الى أفضل وأكثر نجاحا بالصبر الذي لا يعدله شئ في الحياة,,, ونهايته الحق والنجاح.
فالناجح أحلامه كبيرة ,يؤمن بقدراته على مواجهة كل المعيقات التي تقف في طريقه فيذللها ليصل الى ما يريد، بينما الفاشل ولو ظهر للبعض أنه ناجح,يحلم بأقل شئ من الممكن ليصل اليه, ولا يجذب الا كل ما يؤكد فشله وفكرته عند الآخرين عليه,فيشغل نفسه بالحيل في العمل ويبحث عن الكسب السريع بحيث يجعلنا نراه كثير المشاغل وهو بلا عمل, تائهاً لا يعرف طريقه ولا يهتم بما ينتج عن تلك الاقوال أو الاعمال من ردود أفعال على من حوله أو على نفسه بحيث مبدئه في الحياة "أنا ومن خلفي الطوفان", يفكر في نفسه ولا يهمه من حوله ليحقق النجاح المزعوم.
لذا فالناجح انسان رصين يتعامل مع كافة الامور بفاعلية وايجابية وثقة بينما الفاشل يضيع كل الفرص الطيبة حتى يصل الى مرحلة أن ينقلب عليه مؤيدوه.
وفي النهاية نرى أن الحب هو ثروة الناجحين أما الغل والحقد والكراهية فميزة الخاسرين والفاشلين الذين يعانون من اضطرابات نفسية فنجدهم دائما متخاصمين مع أنفسهم قبل أن يكونوا متخاصمين مع الآخرين, وعلينا أن نؤمن بأن الحياة تتسع للكثير من الناجحين, فقط علينا أن نعرف ماذا نريد من الحياة وأن نسعى لتحقيقه بكل شجاعة واصرار رامين وراء ظهورنا كل مسببات الفشل والفاشلين أنفسهم,, متفائلين لنرى أجمل ما في الحياة لتبادلنا الحياة بمثل حبنا وعطائنا , وكما تقول مرغريت تاتشر "يظن الناس أنه ليست هناك مساحة كافية على القمة,انهم يميلون للتفكير في القمة على أنها قمة افرست التي لا تقهر ,وأنا أقول هنا أن هناك مساحة تتسع لكثيرين على القمة".