عندما تكتب عن شخصية كبيرة بحجم الأستاذ موسى شحاده الأب الروحي لمؤسسة إسلامية زاهرة ورائدة (البنك الإسلامي الأردني)على مستوى الصيرفة الإسلامية في العالم اجمع فانك تكتب عن قامة إنسانية راقية، وقمة علميه راسخة، وثقافة مصرفية رائدة، وإدارة أصيلة حانية، نذرت نفسها في خدمة الاقتصاد الوطني الأردني ؛ لإيمانها المطلق بان رفعة المواطن، وعلوه، تنطلق من خلال وعيه الثقافي، والتزامه الديني والأخلاقي، وولائه للعرش الهاشمي، وانتمائه لوطنه العزيز الأردن الأشم، وتقدم وازدهار ونمو اقتصاده الوطني، والذي يعتبر الجهاز المصرفي احد أهم ركائزه ومقوماته وبهذا كانت تنصب جل اهتمامات شحادة على إيجاد الفرص والحلول، التي تساهم في رفعه هذا الاقتصاد وتطوره، كما كان وبصفته نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي مدير عام البنك يسعى دوما لنجاح وتطور البنك الإسلامي الأردني عن طريق تحديث خدماته المصرفية باستخدام احدث الطرق في الأنظمة الحاسوبية، والتطوير الدائم لعملياته المصرفية، وتطويع صيغ التمويل والاستثمار الإسلامية في خدمة عملائه الكرام بما يتواءم وروح العصر، والاحتياجات المتجددة، دون المساس بثوابت العمل المصرفي الإسلامي ضمن الضوابط الشرعية المعتبرة.
وحرص أيضا ولإيمانه العميق بان نجاح هذا كله يعتمد على كفاءة الموارد البشرية وفعاليتها ؛ فانه عمل على تدريب هذه الموارد في كافه العلوم المصرفية والعلوم الأخرى التي لها علاقة مباشره أو غير مباشره في العمل المصرفي الإسلامي، وخصص معهدا خاصا داخل البنك للتدريب ؛ ووفر له كل الإمكانيات الهادفة إلى رفع سوية الموظف، وتمكينه من ممارسه مهامه الوظيفية والإدارية على أكمل وجه، وقام بإيفاد عدد كبير جدا من العاملين لاستكمال تحصيلهم العلمي في مختلف الدرجات العلمية العليا.
ولم ينس أبدا الدور الاجتماعي الكبير للبنك ووجه سعادته في ذلك أن يكون عنوان إحدى الرسائل الجامعية في نيل شهادة الدكتوراه لأحد موظفي البنك ( دور البنك الإسلامي في التنمية الاجتماعية ) وتم طباعتها ككتاب وعلى حساب البنك، حيث تبين من خلال هذه الرسالة ومن واقع الخدمات المقدمة على ارض الواقع من قبل البنك أن هناك دورا كبيرا ينفرد به البنك عن غيره في إسهاماته الكثيرة والمميزة في هذا المجال وخصوصا القرض الحسن الذي يقدمه، والتبرعات التي يخصصها لقطاعات كبيرة في المجتمع ، ودعمه للبحث العلمي، وتخفيضه بشكل مستمر لنسبة الأرباح التي يتقاضاها على عوائد تمويلاته واستثماراته وخصوصا للفئات ذات الدخل المحدود، وغيرها الكثير من الخدمات الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها هنا، وهذا كله تحقق بفضل الله أولا، ثم بفضل هذه الشخصية الاقتصادية الكبيرة، التي لا نستطيع أن نفيها حقها، لأننا لو أبحرنا في إنسانية هذا الرجل لن نصل إلى قرار؛ لأنه لا يستطيع مرفأ أو ميناء أن يستوعب مكارمه وعطاياه.
فعلا هؤلاء الرجال الذين يعملون خلف الأضواء، دون بهرجة أو إعلام، يحققون الكثير من الانجازات لوطنهم العزيز الأردن، حيث حصل شحاده على أكثر من جائزة دولية في التميز والإبداع على مستوى البنوك الإسلامية في العالم اجمع، يستحقون منا أن نتكلم عنهم، لتعم تجربتهم على الجميع، لان هناك الكثير من أبناء الوطن يستحقون أن نتكلم عنهم، لأنهم لا يتحدثون عن أنفسهم ابدأ.